هل يمكن لشخص في هذه الدنيا ان يعاقب بعد وفاته بسنوات؟ الميت في حلب لا يخالف وحسب بل انه "يرمي الأوساخ على الطريق العام" و"يرفض التوقيع" و"يستلم بيان المخالفة"... و"لا يكترث" بالعقوبات رغم صدورها بعد 26 سنة على رحيله. وكتبت صحيفة "تشرين" أمس ان قاضياً أصدر في أيار مايو 1996 "حكماً غيابياً قابلاً للاعتراض والاستئناف بحق محمود الأميري نتيجة ضبط مخالفة بسبب رميه الأوساخ من منزله الى الشارع العام". لكن اللافت ان المرحوم الاميري توفي في 15 تشرين الأول اكتوبر 1970 بحسب بيان الوفاة... أي انه ارتكب المخالفة بعد وفاته بنحو 26 سنة. وكانت مديرية الشؤون الصحية في مدينة حلب نظمت خلال العام الماضي أكثر من 100 ألف ضبط مخالفة صحية لأسباب مختلفة، تبين لاحقاً ان عدداً كبيراً منها نظم بأسماء أشخاص متوفين أو اشخاص كانوا خارج البلاد في أثناء تنظيم المخالفات. ومن بين المخالفات واحدة نظمت بحق محمد شونة المتوفى قبل ثلاث سنوات. وجاء في المكان المخصص لتوقيع المخالف انه "رفض التوقيع". وتكررت مخالفة المذكور ثم كتب على ايصال المخالفة "سلم الوصل بالذات". وحكم على المرحوم غيابياً بغرامة قدرها 450 ليرة سورية تسعة دولارات. وكتب على القرار الذي قضى بتغريمه: "بُلّغ المخاطب بواسطة زوجته أكثر من خمس مرات من أجل الاعتراض أو المصالحة فلم يكترث".