استفزتني المعلومات التي نشرت أخيراً واستخدمها الاعلام المعادي للعرب والمسلمين في حملاته المغرضة حول عوامل التخلف والفقر والبطالة والقول بأن أكبر نسبة أمية في العالم مركزة في العالم الاسلامي. والاستفزاز يقود الى الاستغراب وطرح الأسئلة: لماذا وصلنا الى هذا وديننا الحنيف يحضنا على طلب العلم والقراءة والتفكير والتأمل والاجتهاد، والرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على طلب العلم… ولو في الصين، وأول توجيه الهي في دعوة الحق، وفي تنزيل الوحي لسيد الخلق كان: "اقرأ، اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم" صدق الله العظيم! ولو أتيح لي عرض كل ما في الاسلام من دعوات وتوجيهات في شأن العلم وما قدمه للانسانية في هذا الشأن لاحتجت الى مجلدات، ولكنني اكتفي بهذه الآيات البينات التي شددت على أهمية العلم والفرق بين من استجاب ومن لم يستجب: "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون". والله عز وجل حث على الاستزادة من العلم على الدوام "قل ربّ زدني علماً". بل رفع من مكانة العلماء بقوله: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اتوا العلم درجات". وقوله عز وجل أيضاً في مجال التنوير والعلوم: "والقى في الأرض رواسي ان تحيد بكم وأنهاراً وسبلاً لعلكم تهتدون. وعلامات بالنجم هم يهتدون". و"يتفكرون في خلق السموات والأرض". "أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين قبلهم". "أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت، والى الجبال كيف نصبت. والى الأرض كيف سطحت". ويكفي ان نذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأمر باطلاق سراح أي أسير يعلم عشرة مسلمين. كما ان سيدنا علي كرم الله وجهه كان يقول: "كل وعاء يضيق بما جعل فيه الا وعاء العلم فإنه يتسع به". وبعد كل هذا نتساءل: لماذا أهمل المسلمون تعاليم دينهم الحنيف وسنة نبيهم الكريم والخلفاء الراشدين؟ ومن المسؤول عن وصول نسبة الأمية بين الشعوب الى هذه الدرجة؟ وهل المظاهر التي تسود حالياً من تخلف وتطرف وارهاب هي من نتاج تعميق الجهل والبعد عن تعاليم الاسلام؟ لقد أعجبني تصريح للملك الحسن الثاني عاهل المغرب عندما سئل عن ظاهرة التطرف التي تعاني منها الدول العربية والاسلامية فقال ان المشكلة تكمن في الأمية واستيعاب العلم والبعد عن الجهل، لأن أي انسان متعلم وواع لا يمكن ان ينساق لدعاة التطرف لو استطاع ان يقرأ ويستوعب ويعرف أصول دينه بنفسه ولا يصدق أي افتراء أو تضليل. مرة اخرى: العلم ثم العلم ففيه الداء والدواء فأمير بلا علم كربان سفينة بلا عين!!
لقطة الى كل عربي من الأخطل الصغير: لهفي عليك، أكل يوم نصرع للحق فيك، وكل عيد مأتم؟ والأمر أمرك، لو رجعت الى الهدى الحب يبني، والتباغض يهدم!