شهدت الجزائر موجة جديدة من المجازر وبدأت صحفها تتحدث عن عمليات "ابادة" لقرى في مناطق معينة. ونفت فرنسا أمس أي نيّة للتدخل في الشؤون الجزائرية. وحرصت مصادر فرنسية رسمية على تأكيد انه إذا كان لا بد من مبادرة أوروبية في شأن الجزائر، فينبغي ان تتخذ بالتوافق مع المسؤولين الجزائريين. وقال مصدر فرنسي مطلع انه من المستحيل القيام بتحرك محدد لوقف المجازر التي تستهدف الشعب الجزائري، وأن النظام الجزائري شرعي ومنبثق عن الانتخابات، ومن غير المعقول بالتالي ان يتدخل أي طرف سواء كان فرنسا أو الاتحاد الأوروبي بمعزل عن ارادة المسؤولين الجزائريين. وعن اقتراح كينكل قال المصدر انه لا يزال قيد الدرس ولم يبحث فيه بينه وبين فيدرين. وذكرت "الوكالة الجزائرية للأنباء" الرسمية ان وزارة الخارجية الجزائرية استدعت امس سفير الولاياتالمتحدة لدى الجزائر كامرون هيوم وطلبت منه "تفسيرات" لتصريح اميركي يطلب تحقيقاً دولياً في المجازر التي تشهدها البلاد. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية صرح امس بأن بلاده تود لو تسمح الجزائر باجراء تحقيق دولي يؤدي الى وقف المجازر. واضح ان مثل هذا الجهد يمكن ان يأتي من حكومات مثل المانيا التي يمكن ان تضم الاتحاد الأوروبي الى التحقيق، او منظمات غير حكومية او الأممالمتحدة. وتعرضت بلدة بيرار في منطقة عين تقورايت الجزائرية ليل أول من أمس لهجوم مسلح أدى الى ذبح 21 من السكان وخطف مجموعة أخرى بينها امرأتان. وقال شهود ان مجموعة ارهابية يراوح عددها ما بين 15 الى 30 عنصراً دهمت في اثناء اذان الافطار منازل السكان في مدخل بلدة بيرار دائرة بواسماعيل في ولاية تيبازا وذبحت الأطفال والنساء والشيوخ وخطفت مجموعة من الرجال وامرأتين. وأشارت المصالح الطبية الى وجود 10 جثث بينها جثة رضيع في شهره السادس. وبعد حصول الجريمة مباشرة، نفذت قوات الأمن والجيش عمليات تمشيط واسعة في المنطقة. ويعيش سكان تقورايت منذ أول من أمس في حال من الرعب والخوف. وتقع بيرار بين تيبازا شرقاً 10 كلم والجزائر غرباً 40 كلم وكانت بلديات تيبازا شهدت مجازر عدة خلال العام الماضي. الى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن صحف جزائرية صدرت أمس حصيلة أخرى لموجات القتل تضمنت اكثر من 160 شخصاً قتلوا في هجمات على قرى في الغرب الجزائري يومي السبت والأحد الماضيين، وفي مكمن في الجنوب. وأفادت المعلومات التي أوردتها الصحف ان حصيلة هذه المجازر التي بلغت حداً لم يسبق له مثيل خلال سنوات النزاع الست تتجاوز بكثير المئتي قتيل. وبدأت الصحف باستخدام كلمة "ابادة" في الحديث عن هذه المجازر.