أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي عن استقالته من منصبه احتجاجاً على سياسة رئيس الحكومة الاسرائيلية "الاجتماعية والسياسية"، موجهاً بذلك ضربة قوية للائتلاف اليميني الحاكم المهدد بالسقوط. وقال ليفي الذي يترأس حركة "غيشر"، في مؤتمر صحافي عقده مساء امس الاحد: "يئست من هذه الحكومة وشراكتي فيها انتهت". ووجه ليفي انتقاداً شديداً لحكومة بنيامين نتانياهو "لعدم احترامها مختلف التعهدات والاتفاقات"، مشيراً الى الوثيقة التي وقعها نتانياهو وتعهد فيها تنفيذ مطالب حزب "غيشر" بشأن الميزانية العامة للدولة العبرية والمتعلقة بمخصصات اجتماعية للطبقات الفقيرة والازواج الشبان وما يسمى مدن التطوير. وقال ليفي، وهو ثالث وزير يستقيل من حكومة نتانياهو بعد دان ميردور وبني بيغن، ان الحكومة لا تتلاءم مع الشراكة ولا التعهدات، وأضاف: "آسف لمشاهدتي تلك المناظر المخزية في الكنيست حيث توزع ملايين الشيكلات للمجموعات المختلفة وتترك الطبقات الفقيرة من دون اموال". واعتبر ان "الحساسية الاجتماعية بعيدة عن الحكومة الاسرائيلية". وبعدما اشار الى انه شارك في هذه الحكومة "من اجل تقدم العملية السلمية من اجل مصلحة اسرائيل"، وقال ان هذه الحكومة تقوم "بخطوات لتأجيل هذا الموضوع لشهر أو اثنين ولا تأخذ بزمام الامور للتقدم الى الامام". وتدخل استقالة ليفي حيز التنفيذ خلال 48 ساعة من تسليمها الى رئيس الوزراء أي انها تتزامن مع وصول المنسق الاميركي الخاص للعملية السلمية دنيس روس الى المنطقة. واعلن مساء امس ان نتانياهو سيتولى مهمات وزارة الخارجية "في الوقت الحاضر". واعربت مصادر سياسية اسرائيلية عن تخوفها من تأثير استقالة ليفي في تقدم المسيرة السلمية التي يعتبر ليفي من مؤيديها ومن "المعتدلين" في حكومة نتانياهو. وأشارت هذه المصادر الى احتمال اجراء انتخابات مبكرة بسبب عجز الحكومة الاسرائيلية على الصعيدين الاقتصادي المصادقة على الميزانية والسياسي اتخاذ قرار بشأن اعادة الانتشار. وباستقالة ليفي الذي أعلن ان حركته ستصوت ضد الحكومة اليوم خلال التصويت على الميزانية، تفقد حكومة نتانياهو خمسة مقاعد مؤيدة لها في الكنيست ليبقى لها 61 صوتاً من اصل 120 ما يهدد باسقاط نتانياهو وحكومته في حال تصويت احد اعضاء ليكود ضده. ونفى ليفي ان يكون حزب العمل الاسرائيلي المعارض قد وعده بتخصيص مقاعد لحركة "غيشر" في قائمتها التي يتزعمها وتشكل احد اقطاب الائتلاف الثلاثي الحاكم ليكود - تسومت - غيشر. وقال ليفي ان حركته "حزب مستقل سيخوض الانتخابات المقبلة بهذا الشكل"، رافضاً التعقيب على سؤال عما اذا كان ينوي ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الوزراء. وأعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية ان نتانياهو سيعقد اجتماعاً للاعضاء الليكوديين في حكومته لتدارس الاوضاع بعد استقالة ليفي. وأعرب نتانياهو عن "أسفه" لاستقالة وزير خارجيته معلناً عن أمله في ان يعدل الاخير عن قرار الاستقالة. وكان نتانياهو قال ان حكومته ستتخذ موقفاً واضحاً بشأن اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي من المناطق التي يحتلها في الضفة الغربية قبل سفره الى واشنطن للقاء الرئيس الاميركي بيل كلينتون، نافياً في الوقت ذاته ان يكون تعهد في وقت سابق بالانسحاب من 10 - 15$ من هذه الاراضي. وأكد نتانياهو، الذي ربط في ختام الجلسة الاسبوعية لمجلس وزرائه امس قبيل استقالة ليفي الذي تغيب عن الجلسة، بين استئناف النقاش السياسي في اطار المجلس بهذا الشأن والانتهاء من قانون الميزانية العامة للدولة العبرية ان حكومته "ستتخذ قراراً واضحاً حول المواقف التي ستعرض على الرئيس كلينتون" خلال لقائهما المرتقب في العشرين من الشهر الجاري. وحددت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ونتانياهو، مساء أول من امس السبت، مواعيد اجتماعهما مع كلينتون الذي سيلتقي مع نتانياهو في العشرين من هذا الشهر فيما يلتقي عرفات في الثاني والعشرين منه. وكشف نتانياهو عن رفض الادارة الاميركية طلباً له بارجاء اللقاء الى اواخر الشهر الجاري أو اوائل شباط فبراير المقبل لمنحه المزيد من الوقت لحل مشاكله الداخلية. وقالت مصادر ديبلوماسية في القدس ان الادارة الاميركية طلبت من نتانياهو الكف عن "اضاعة الوقت"، مشيرة الى ان القضايا الداخلية يجب ان لا تؤثر في المسيرة السياسية بعد الآن. واكدت المصادر ذاتها انه لهذا السبب اصرت واشنطن على وصول منسقها الخاص للعملية السلمية دنيس روس الى المنطقة خلال الاسبوع الجاري، خلافاً لمطلب نتانياهو، ورأى الرئيس عرفات ان الولاياتالمتحدة "تبذل جهوداً واضحة للضغط على اسرائيل لتنفيذ الاتفاقات". وقال عرفات للصحافيين في مدينة اريحا ان زيارة روس للمنطقة تصب في هذا الاطار.