اعتبرت صحيفة في طهران أمس ان التفاوض مع واشنطن "لا يعد خيانة"، فيما نفى زعيم "حركة الحرية" الإيرانية المعارضة الدكتور إبراهيم يزدي أي دور له في قضية آية الله حسين علي منتظري أو أن يكون حرّضه على التشكيك في كفاءة آية الله علي خامنئي لتبوؤ موقع "ولي الفقيه" والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية. وفي حديث إلى "الحياة" نصه في الصفحة 4 تحدى يزدي السلطات في طهران ان تكشف للرأي العام ما يثبت هذا الادعاء، متهماً جماعات "الضغط" بأنها السبب في تأزيم المناخ السياسي في المجتمع الإيراني. واعتبر ان الرئيس سيد محمد خاتمي سيواجه تحديات سببها فئة "لا تستوعب برنامجه ولا تفهم مضامينه الحقيقية"، و"تعتقد ان الدفاع عن المجتمع المدني والنظام الجمهوري يتعارض مع الإسلام"، في إشارة إلى رجال الدين "التقليديين" الذين يمثلون قوة "ضغط"، وجماعات تنظر إلى فوز خاتمي بالرئاسة بوصفه "يتعارض مع مصالحها السياسية والاقتصادية". وهذه اشارة واضحة إلى اليمين المحافظ الذي يضم تحالفاً من المؤسسة الدينية "التقليدية" وقوى "البازار". وكان يزدي اعتقل 11 يوماً وخضع للتحقيق أمام النيابة العامة التابعة لمحكمة الثورة في طهران. وأكد أنه أبلغ التهمة الموجهة إليه، لكنه خرج من السجن بكفالة من دون أن يصدر قرار الاتهام. وكان ذُكر أنه متهم بإهانة المقدسات الدينية والمرشد خامنئي، وهي تهمة قد تعرضه لعقوبة السجن فترة تتراوح بين ستة شهور وسنتين. كما تردد ان رموزاً في حركة "الحرية" كان لها دور في القضية التي فجرها منتظري في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وان يزدي التقى الأخير مطولاً قبل يومين فقط من الحديث "الزوبعة" الذي وجه فيه منتظري انتقادات لاذعة لخامنئي. لكن يزدي نفى ان يكون حرض منتطري وقال ل "الحياة": "لو كان لدى الجهات الرسمية ما يثبت هذه المزاعم، عليها أن تكشفها للرأي العام". واتهم أوساطاً متنفذة في الدولة والنظام بأنها كانت وراء "التحريض الاعلامي" وحمّل "مجموعات الضغط" مسؤولية افتعال "الأزمات"، في إشارة إلى جماعات العنف التي يُقال انها تتلقى دعماً من رموز دينية وسياسية ذات نفوذ في النظام ومؤسسات الدولة، ولا تنسجم مع طروحات خاتمي. واشنطن - طهران على صعيد الجدل الدائر حول احتمالات تطبيع العلاقات مع أميركا، شددت أمس صحف طهران القريبة إلى خامنئي على أنه "لا توجد نية لدى المسؤولين الإيرانيين لاستئناف العلاقات مع أميركا". وكتبت صحيفة "الجمهورية الإسلامية": "لم يحصل أي جديد لدى أصحاب القرار في قيادة النظام" الإيراني. واعتبرت أن الإدارة الأميركية هي "الحريصة بشدة" في هذه المرحلة على البدء بحوار مع الحكومة الإيرانية "حتى وهي تعلم أنها لن تصل إلى نتيجة". ووصفت الصحيفة أي مبادرة إيرانية ايجابية تجاه واشنطن بأنها "خيانة"، ونبهت إلى أن "تقديم أي إشارة ايجابية لأميركا يعتبر خيانة لمسيرات الإمام الخميني والثورة الإسلامية". وأشارت صحيفة "طهران تايمز" إلى الحديث الذي ينوي خاتمي توجيهه إلى "الشعب الإيراني العظيم" قريباً، وكتبت أمس: "في ما يتعلق بالشعب الأميركي فإن الجمهورية الإسلامية أو الأمة الإيرانية لا تكنّ ضغينة ضده". وشددت على ضرورة "ان يكون واضحاً تماماً لبعض الإيرانيين وللإدارة الأميركية أن الوقت لم يحن بعد لاستئناف العلاقات" بين واشنطنوطهران. واعتبرت صحيفة "آبان" المعتدلة ان التفاوض مع واشنطن "لا يعد خيانة".