واشنطن - أ ف ب، رويترز - عرضت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الأميركية مساء أول من أمس السبت شريط فيديو محفوظاً منذ حملة الرئاسة عام 1996 يظهر الرئيس بيل كلينتون والفتاة مونيكا ليوينسكي التي يفترض انه أقام معها علاقة. وظهر الرئيس الديموقراطي في الشريط، الذي التقط في 6 تشرين الثاني نوفمبر 1996 غداة إعادة انتخابه رئيساً لمدة ثانية، وهو يصافح موظفي البيت الأبيض. ووقفت الى يمينه فتاة سمراء ترتدي سترة داكنة ووشاحاً ارجواني اللون وتضع على رأسها قبعة صغيرة سوداء يلفها شريط صغير. وصافح الرئيس بعض الناس ثم استدار نحوها وعانقها وربت بلطف على كتفها ثم تبادل معها بضع كلمات. وكانت ابتسامة عريضة ترتسم على وجه مونيكا ليوينسكي. وأوضحت "سي ان ان" انها الصور الأولى التي ظهر فيها طرفا الفضيحة التي تهز البيت الأبيض منذ الأربعاء الماضي. ويحقق القضاء الأميركي في ادعاءات مونيكا 24 سنة خلال أحاديث سجلتها صديقة لها دون علمها. وذكرت الصحف الأميركية ان هذه الأحاديث تفيد انها كانت على علاقة بالرئيس. ويفيد ادعاء ضد الرئيس الأميركي انه حرضها على اخفاء هذه العلاقة بالادلاء بشهادة زور في اطار قضية باولا جونز. ونفى كلينتون الخميس الماضي هذه الادعاءات. لكن غالبية الأميركيين بدت غير مصدقة لنفي كلينتون وتؤيد استقالته إذا ثبت انه كذب. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "اي بي سي" التلفزيونية الأميركية ان 67 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون ان كلينتون يجب ان يستقيل إذا اتضح انه اقسم اليمين ونكص بها. وقال 55 في المئة انهم يؤيدون اتخاذ الكونغرس اجراءات لإقالة الرئيس. ويعتقد 64 في المئة انه يجب ان يستقيل إذا كان قد طلب من مونيكا الفتاة التي كانت تتدرب على العمل في البيت الأبيض حلف يمين كاذبة. ويعتقد حوالى أميركي من اثنين 48 في المئة ان كلينتون ارتكب الزنا مع مونيكا التي كانت في الحادية والعشرين من العمر في 1995. وأسفر استطلاع آخر تنشر مجلة "نيوزويك" الأسبوعية نتائجه في عدد اليوم الاثنين ان 49 في المئة من الأميركيين يعتقدون ان كلينتون يجب اقالته إذا اتضحت صحة الادعاءات ضده. وأخيراً، يعتقد 52 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع ان كلينتون لا يتمتع بالشرف والنزاهة المنتظرين من رئيس. ويشكك 63 في المئة في تكذيبات الرئيس في قضية مونيكا ليوينسكي بسبب اعترافه مؤخراً بعلاقته بجنيفر فلاورز بعدما نفى وجود العلاقة بشدة سنة 1992. وجاء ذلك بعدما ظهرت تقارير جديدة أول من أمس عن تبادل كلينتون "عبارات خليعة عبر الهاتف" مع الشابة لوينسكي، وذلك عندما كانت تتدرب على العمل بالبيت الأبيض. وتساءل روبرت بينيت محامي كلينتون في قضية التحرش الجنسي التي رفعتها ضده باولا جونز عن محاولات المحقق المستقل كينيت ستار للضغط على لوينسكي ليجبرها على رواية كل شيء عن علاقتها الجنسية المزعومة مع الرئيس، في مقابل منحها حصانة ضد الملاحقة القضائية. واتسعت الفضيحة بتقرير لصحيفة "لوس انجليس تايمز" قال ان لوينسكي زعمت ان كلينتون "كان يتصل بها هاتفياً في منزلها في ساعة متأخرة من الليل ويدخل معها في حديث جنسي عبر الهاتف وحطمها عاطفياً في نهاية الأمر بعدما دخل في علاقات مع نساء أخريات". ونقلت الصحيفة ذلك عن "شخص قريب الصلة بالموضوع" سمع أجزاء من المحادثات التي سجلت سراً على أشرطة. وأضافت الصحيفة ان "المصدر الذي استمع الى نحو عشرة في المئة من شرائط تسجيل مدتها 20 ساعة تم تسليمها الى مكتب المحقق المستقل، سمع لوينسكي وهي تقول انها مارست الجنس بطريقة شاذة مع الرئيس وأن كلينتون أبلغها بأنه لا يعتبر مثل هذه الممارسات علاقة جنسية". وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" ان لوينسكي زعمت انها تحتفظ بفستان من بين هدايا قدمها لها كلينتون. وقالت تقارير لشبكات تلفزيون ان محققين يعملون مع ستار فتشوا شقة لوينسكي وصادروا جهاز كومبيوتر وفستاناً ودبوس زينة ذهبياً وهدايا من متجر بلاك دوغ في مارثا فينيارد بولاية ماساشوستس حيث تقضي عائلة كلينتون اجازاتها. وأغرقت المزاعم الملتهبة البيت الأبيض المعروف بسرعة ردوده. وقال مساعدون للرئيس ان زوجته هيلاري في "مزاج قتالي كامل" وتشارك بنشاط في اعداد دفاعه. وقال مسؤول رفيع بالبيت الأبيض انها "مرت بذلك الوضع مرات كثيرة وإذا كان هناك من يجيد التعامل معه فستكون هيلاري كلينتون".