القدس المحتلة - أ ف ب - اتهمت المعارضة اليسارية والصحف في اسرائيل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أمس بتعريض أمن اسرائيل للخطر والاضرار بالتحالف مع الولاياتالمتحدة برفضه تقديم التنازلات اللازمة لتحريك عملية السلام. وعاد نتانياهو أمس الى اسرائيل بعد زيارة لواشنطن عقد خلالها اجتماعين مع الرئيس بيل كلينتون من دون التوصل الى اتفاق على حجم الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. وفيما أشاد اليمين المشارك في الائتلاف الحكومي بالتشدد الذي أبداه نتانياهو، حمل اليسار على رئيس الوزراء واتهمه باللامبالاة ازاء السلام في الشرق الأوسط ومستقبل اسرائيل. واتهم زعيم حزب "ميريتس" تسعة نواب يوسي ساريد نتانياهو بپ"الرغبة في ارضاء صقور ائتلافه فقط، وتجاهل السلام والمصالح الحيوية للبلاد". وقال: "اذا لم يظهر شيء من محادثات واشنطن فإن الشرق الأوسط قد يشتعل". وانتقدت المعارضة العمالية التعنت الذي أبداه نتانياهو. وقال الأمين العام لحزب العمال رعنان كوهين: "سيحاول نتانياهو كالعادة ان يبيع بضاعته الى الاسرائيليين مقدماً زيارته على انها كانت ناجحة، علماً بأنها انتهت الى فشل". واعتبرت صحيفة "معاريف" المستقلة ان عدم خروج نتائج من محادثات نتانياهو في واشنطن هو النجاح ذاته بالنسبة الى رئيس الحكومة. وكتب المعلق السياسي للصحيفة هيمي شاليف: "فشلت الزيارة فنجح نتانياهو. لقد دخل البيت الأبيض بكثير من المخاوف وخرج سليماً ونجح في كسب الوقت".وأضاف: "ان المكاسب الموقتة لرئيس الوزراء يجب الا تخفي تدهور وضع اسرائيل العميق في أذهان صناع القرار السياسي الأميركيين البارزين. سيأتي وقت تدفع اسرائيل فيه غالياً ثمن الطريقة التي تجاهلت بها مصالحها الحيوية". واتهمت صحيفة "هآرتس" الليبرالية نتانياهو بتعريض العلاقة مع الحليف الأميركي القوي للخطر برفضه اقتراحات التسوية التي عرضها كلينتون. وقالت ان رئيس الوزراء "فوت فرصة مهمة لتعزيز التنسيق في المجال الأمني مع الرئيس الأميركي، في مواجهة الصواريخ الايرانية وأسلحة الدمار الشامل العراقية". وقال: "لديَّ انطباع بأن رئيس الوزراء تصرف طبقاً للقرارات التي اتخذتها الحكومة قبل سفره". وأضافت ان نتانياهو يخشى من "تهديد المتشددين اليهود بإسقاط حكومته أكثر مما يخشى المسلمين الايرانيين المتشددين". في مقابل هذه الانتقادات، أشاد زعيم التيار المتشدد وزير البنى التحتية الاسرائىلي ارييل شارون بنجاح نتانياهو في "مقاومة ضغوط الرئيس كلينتون". وكان يشير الى قرار المجلس الوزاري المصغر بالاحتفاظ في كل الحالات بغالبية مساحة الضفة الغربية، وبعدم تقديم أرقام محددة الى كلينتون في شأن حجم اعادة الانتشار في الضفة الذي كان يفترض ان ينفذ منذ أشهر.