"سافر الى لبنان وادفع 50 في المئة" شعار شهر التسوّق في شباط فبراير المقبل الذي تنظمه وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية للسنة الثانية على التوالي. ويقول القيّمون على تنظيم هذا النشاط انهم يتوقعون نجاحاً اكبر من العام الماضي نظراً الى ان التحضيرات بدأت قبل ستة اشهر علاوة على طبيعة التسهيلات الجديدة المقدمة للزائرين بدءاً من الحصول على التأشيرة من مطار بيروت الدولي وانتهاء بالتغييرات التي طرأت على بعض قطاعات البنية التحتية التي انجزت خلال عام وباتت تسهّل الوصول والانتقال والاتصال. كما ان المنظمين استفادوا من بعض الثغرات التي شابت التجربة الاولى. واعتمدت الوزارة السنة الجارية شهادة مصدّقة من قبلها يحصل عليها التاجر المشارك في شهر التسوّق تحدد نسب الحسومات على المبيع التي تصل الى 50 في المئة وتلصق هذه الشهادة على الواجهة لتعريف الزائر بالمحال المشاركة. واعتبر وزير الاقتصاد والتجارة ياسين جابر في حديث الى "الحياة" ان "شهر التسوّق في شباط الذي يعتبر شهراً راكداً تجارياً وسياحياً بات يشكل انطلاقة للسنة السياحية بكاملها"، مؤكداً "ان الهدف منه ايضاً الترويج للبنان ولعودته الى خارطة التسوّق والسياحة". وقال ان بيروت كانت مركزاً تجارياً ومالياً، مما يجعل نشاطاً في هذا القبيل يصب في اطار استعادة دورها في المنطقة، أضف الى ذلك ان الاسواق اللبنانية تحتاج الى ان يرتادها مستهلكون من الخارج عرب وأجانب لتفعيل الدورة الاقتصادية من خلال توازن حركة العرض والطلب. ونبه الى ضرورة عدم تناسي تميز لبنان بنظامه الاقتصادي الحرّ الأمر الذي يجعل صرف العملات والشراء بالعملات الاجنبية عملية سهلة جداً. وقال جابر "الفكرة الاساسية من تنظيم شهر التسوّق هي افساح المجال امام الزوار للمجيء الى لبنان والاستفادة من الاسعار المنخفضة"، متوقعاً "اقبالاً من دول الخليج العربي التي تشكل السوق الطبيعية للبنان"، ومعتبراً "ان السوق الأوروبية تحتاج الى استعدادات أكبر على رغم ان هناك حركة سياحة اوروبية الى لبنان لا يستهان بها". واشار الى "قرار مجلس الوزراء اللبناني اعتماد سياسة الاجواء المفتوحة التي تسمح لأي شركة طيران بالقيام برحلات اضافية زيادة عن تلك المحددة لها في مطار بيروت بهدف تسهيل الحركة في بيروت". ولفت جابر الى "ان الزائر هذه السنة سيلاحظ تغيراً في لبنان بدءاً بمبنى المحطة الجديد في المطار الذي سيستقبل المسافرين مطلع شباط مروراً بالاوتوستراد الجديد الذي يصل المطار ببيروت والذي نتمنى ان يكون جاهزاً الشهر المقبل، وانتهاء بالحصول على التأشيرة في مطار بيروت". وأضاف "ان رعايا 29 دولة في العالم لا يحتاجون الى تأشيرة مسبقة، ولائحة هذه الدول تشمل بلدان مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية وسويسرا وكندا واستراليا واليابان وغيرها". وتحدث عن حملات الترويج للشهر الجاري، فقال "ان الحملة الاعلانية لشهر التسوّق بدأت عبر وسائل الاعلام المرئية محلياً وفضائياً والمسموعة والمكتوبة مع اصدار دليل خاص لارشاد الزوار ودليل آخر يتضمن اسماء الفنادق والشقق المفروشة ومحال تأجير السيارات مع الاسعار والحسومات التي حددت بنسبة 50 في المئة. علاوة على الحسومات على اسعار تذاكر السفر التي تصل الى 50 في المئة من شركة طيران الشرق الاوسط "ميدل ايست" ومن شركات طيران عربية وأجنبية. وكتبت الوزارة في هذا الصدد الى شركات عربية تلقت اجوبة ايجابية بالمشاركة وأبلغت "ميدل ايست" مكاتبها في الخارج امكان الاستفادة من التذكرة المحسومة بدءاً من الاول من شباط حتى 10 آذار مارس المقبلين. وبالنسبة الى المطاعم فهي ستشارك بحسومات تصل الى 20 في المئة على الفواتير العادية ووجبات اخرى بأسعار منخفضة". وعودة الى الحركة المسجلة العام الماضي قال ان الاحصاءات الرسمية تشير الى ان عدد الزوار في الفصل الاول بلغ 36.852 ألف سائح باستثناء السوريين، بينما سجل في شهر شباط وحده دخول 12.325 ألف سائح من 128 بلداً. وبلغت نسبة الاشغال في الفصل الاول في فنادق بيروت 35.51 في المئة و25 في المئة في مناطق المتن.