اطلعت على ما كتبه الاستاذ احمد شوقي العنجري في عدد الاربعاء 16 رمضان، بعنوان "الاسلام لا يحارب الفن الراقي وانما يرفض ما فيه من شرك وفساد"، وألفيته مليئاً بالمغالطات الواضحة، حين جاء بالآثار والاحاديث التي تؤيد ما ذهب اليه، وأغفل او تغافل عن الاحاديث الاخرى وأقوال العلماء التي تحرم النحت ورسم الصور للكائنات التي لها روح كالانسان والحيوان، والموسيقى والغناء. والاخطر من ذلك انه عطل هذه النصوص النبوية التي تحرم ما سبق بفهم عجيب، ينتمي الى المدرسة العقلانية المعتزلة القديمة فقال عن هذه الاحاديث الصحيحة في التحريم انها: "يقصد بها النوع الذي كان سائداً في الجاهلية من اتخاذها وسائل لعبادة غير الله، اما اليوم وقد انتفى هذا الغرض، وأصبحت لكل فن من هذه الفنون اهداف انسانية واسعة ورسالة نبيلة وسامية، فلا تنطبق عليها هذه الاحاديث، فان الاسلام لا يؤخذ بالحرف واللفظ ولكن بالمعنى والهدف". وهذا الفكر الخطير يستطيع من شاء ان يحلل ما حرم الله تعالى. ان الكاتب - هداه الله - زعم ان النبي صلى الله عليه وسلم: "استمع في بيته للحواري وهن يعزفن ويغنين في الاعياد"، وهذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم، اذ ما كان لبيت النبوة ان يُعزف فيه بآلات الموسيقى وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف". ثم أورد الكاتب ان نبي الله سليمان عليه السلام كان يقتني التماثيل التي يصنعها له الجن، ثم يقول ناقلاً عن بعض المفسرين المجهولين للقارئ: "ان صنع التماثيل واقتناءه كان مباحاً، فلما استخدم الناس التماثيل في الشرك بالله نسخت تلك الاباحة". والظاهر لي ان الناسخ لإباحة صنع التماثيل كما يقول الكاتب وجعلها حراماً، هو احاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي اورد الكاتب كمّاً طيباً منها، لكن السؤال الذي نطرحه على الكاتب: ما هو الذي نسخ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم المحرمة للتصاوير والتماثيل؟ الجواب هو فهم الكاتب وهواه، ويؤسفني ان أقول ليس فهم الكاتب وهواه من الادلة الشرعية المقبولة لدى العلماء التي يُنسخ بها احاديث النبي صلى الله عليه وسلم.