يحضر رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات بعد ظهر اليوم في مقر البنك الدولي في باريس توقيع مذكرة تفاهم لانشاء "صندوق السلام للتكنولوجيا" للاستثمارات الخاصة في غزة والضفة الغربية الذي أنشأته "الشركة المالية الدولية" المنبثقة عن البنك الدولي، بالاشتراك مع "مركز بيريز للسلام" ومجموعة "كابتال" التي تمثل مستثمرين فلسطينيين وعرباً ومجموعة "ايفير غرين" لإدارة الاستثمارات في اسرائيل. ويحضر التوقيع الى جانب عرفات كل من رئيس البنك الدولي جيمس ولفنسن ورئيس الحكومة الاسرائيلي السابق شيمون بيريز الذي يترأس مركز بيريز للسلام وهاني المصري ممثل مجموعة "كابتال" وجاكوب بُراك عن مجموعة "ايفير غرين". وأوضح مدير الشركة المالية الدولية للشرق الأوسط اندريه هوفاغيميان أن فكرة تأسيس الصندوق "بدأت بمناقشات أجريناها مع فلسطينيين واسرائيليين من مستثمرين وسياسيين سألناهم عن التغييرات التي كانوا يريدونها إذا أعيد التفكير بمسيرة سلام جديدة". وقال ان الطرفين طلبا التركيز الأكبر على الروابط الاقتصادية والمالية بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وتركيزاً أقل على الروابط السياسية. اقتراح وأشار هوفاغيميان الى أن "مركز بيريز للسلام" اقترح إشراك "ايفير غرين" ومجموعة "كابتال"، مع "الشركة المالية الدولية"، لانشاء الصندوق على أن تتخذ القرارات بالاجماع على أسس أنه ليس "شركة سياسية"، انما صندوق يتولى إدارة الاستثمارات الخاصة ويعمل بطريقة صناديق الاستثمار الخاصة. ولاحظ ان هناك عدداً من الاستثمارات المحتملة في قطاعات مختلفة في غزة والضفة منها المشاريع الكهربائية والاتصالات ثم المرفأ والمطار والتكنولوجيا. ورصد للصندوق 50 مليون دولار ويجري البحث عن 50 مليون دولار أخرى من القطاع الخاص والصندوق منفتح لاستقبال أموال اضافية من القطاع العام "إذا كانت هناك رغبة لدى بعض الدول للمساهمة فيه إلا أن التركيز يجري حالياً على أموال القطاع الخاص". وقال السيد بشار المصري، أحد المساهمين في شركة "كابتال" ل "الحياة" على "رغم صعوبة الوضع السياسي في فلسطين هناك مشاريع عدة موجودة حالياً تحتاج الى التوسع وهي مشاريع قائمة. والى حد ما ناجحة وبامكانها ان اجتذاب المستثمرين اضافة الى أن وجود الاستثمار الاسرائيلي والدولي في الصندوق سيساعد على نقل المشاريع والتكنولوجيا الجديدة للأسواق الفلسطينية". أضاف المصري ان هناك عدداً من الشركات المهتمة بالصندوق وتستثمر فيه منها مؤسسة "textile" في السوق الاسرائيلية التي تستوعب عدداً كبيراً من العاملين الفلسطينيين. وتتجه المؤسسة الآن الى أسواق مجاورة لفلسطين مثل الأردن ومصر. وقال المصري ان مجموعة "كابتال" تأسست في ماكلين في فرجينيا في الولاياتالمتحدة وتدير الأموال فيها. وبعد العملية السلمية، بدأت تنظر الى السوق الفلسطينية لأن المساهمين فيها فلسطينيون بشكل رئيسي.