لندن - "الحياة"، أ ف ب - اتهم السفير الأميركي السابق لدى بريطانيا ريموند سيتز ادارة الرئيس بيل كلينتون بتسريب معلومات سرية من الاستخبارات البريطانية الى الجيش الجمهوري الايرلندي. وقال ان هذا التسريب بلغ حداً دفع لندن الى التوقف عن اطلاع البيت الأبيض على اسرارها حتى لا تصل هذه الأسرار الى الانفصاليين الايرلنديين. كذلك اتهم سيتز السفيرة الأميركية في دبلن جاين كينيدي سميث شقيقة السناتور ادوارد كينيدي بأنها "عميلة" لزعيم الانفصاليين الايرلنديين جيري ادامز وتتولى تحسين العلاقات العامة للأخير. وفي مذكراته التي نشرت صحيفة "صنداي تلغراف" مقاطع منها أمس، وجه سيتز نقداً عنيفاً الى سياسة الرئيس الأميركي ازاء عملية السلام في ايرلندا الشمالية، قبل وقف اطلاق النار الذي أعلنه الجيش الجمهوري الايرلندي في آب اغسطس 1994. وندد بقرار واشنطن اعطاء تأشيرة دخول لجيري ادامز زعيم حزب "شين فين" وهو الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي في شباط فبراير 1994. واعتبر ان هذه المسألة أدت الى "فشل ذريع يعود الى نقص في النضج السياسي". وكتب سيتز ان لندن بعد هذا القرار "توقفت عن تسليم البيت الأبيض معلومات حساسة لأن المعلومات كانت على ما يبدو تصل الى الجيش الجمهوري الايرلندي". ورداً على سؤال للصحيفة اكتفى سيتز بالقول: "بامكاني الدخول أكثر في التفاصيل، إلا ان ذلك ليس مناسباً". وقالت "صنداي تلغراف" ان عدداً من المقربين من كلينتون في البيت الأبيض كانوا متحمسين كثيراً لاظهار صداقتهم لادامز ومعاونيه في "شين فين" الى درجة انهم كانوا ينقلون اليهم معلومات جمعها جهاز الاستخبارات الداخلية "ام اي - 5" والخارجية "ام اي - 16" في مقاطعة ايرلندا الشمالية. وأوضحت الصحيفة ان كشف بعض من هذه المعلومات كان يمكن ان يعرض حياة أفراد قوى الأمن للخطر. واتهم سيتز ايضاً السفيرة الأميركية في دبلن جاين كيندي سميث شقيقة السناتور ادوارد كينيدي بأنها "عملية علاقات عامة لجيري ادامز". ومعلوم ان آل كينيدي دخلوا على خط الوساطة والتسوية في ايرلندا الشمالية باعتبارهم كاثوليك متحمسين يملكون قدرة على التأثير على الحركة الجمهورية الكاثوليكية المطالبة بانهاء الحكم البريطاني البروتستانتي في المقاطعة.