في ما وصف بأنه رفض اسرائيلي جديد لپ"مصالحة" بين الفلسطينيين والاسرائيليين، أعلنت مصادر رسمية اسرائيلية تأييدها رفض ادارة متحف "محرقة اليهود" في العاصمة الأميركية استقبال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان يعتزم زيارة المتحف أثناء زيارته المرتقبة الى واشنطن. وقال سكرتير الحكومة الاسرائيلية داني نافيه: "لا يعقل ان يقوم عرفات بزيارة متحف لمحرقة اليهود في الوقت الذي قارن فيه وزير العدل الفلسطيني بين هتلر ونتانياهو". وطالب نافيه الفلسطينيين في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية بوقف ما سماه "مظاهر اللاسامية" التي يبديها الفلسطينيون في اذاعتهم ومناسباتهم. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن مصادر في المتحف اليهودي الأميركي الذي رفض استقبال عرفات، قولها ان أعضاء في الطائفة اليهودية وصفوا عرفات بأنه "تجسيد لهتلر" وقالوا انه يجب عدم الترحيب به في متحف لضحايا هتلر. وفي المقابل وجه افشالون ايلان مدير متحف "ياد مرخاي" الاسرائيلي لپ"الكارثة والبطولة" دعوة للرئيس الفلسطيني لزيارة المتحف الذي يقع قرب قطاع غزة احتجاجاً على قرار المتحف في واشنطن. وقال ايلان في تصريحات صحافية أمس الأحد: "لقد وجهنا دعوة الى الرئيس عرفات احتجاجاً على رفض متحف واشنطن غير المبرر لدعوته". وأضاف: "أعتقد انه سيكون أكبر انتصار لنا ان يفهم الجانب الفلسطيني ويعرف الظلم الكبير الذي وقع على الشعب اليهودي. من دون فهم ماضينا لن يكون ممكناً التصالح معنا". وأثار قرار المتحف اليهودي في واشنطن ردود فعل فلسطينية غاضبة، وقال مستشار الرئيس عرفات للشؤون الاسرائيلية أحمد الطيبي: "يبدو ان قطاعات واسعة من اليهود تريد التجاوب مع اليد الفلسطينية الممتدة لجسر الهوة بين الشعوب على رغم ان الشعب الفلسطيني هو الذي لا يزال يدفع ثمن اقامة دولة اسرائيل". وأضاف الطيبي لپ"الحياة": "نحن ضحايا اقامة هذه الدولة التي جاءت نتيجة للنازية وعانينا من التشريد والمآسي بسببها". وقالت مصادر فلسطينية لپ"الحياة" ان الرئيس عرفات الغى زيارته للمتحف الذي لا يستطيع رفض زيارته معرباً عن غضبه الشديد لموقف مجلس المتحف. وأضافت هذه المصادر ان المنسق الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس ونائبه ارون ميلر اقترحا على الرئيس الفلسطيني خلال جولتهما الأخيرة على المنطقة "القيام بلفتة مصالحة تاريخية" بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني لكسب تأييد قطاعات في الطائفة اليهودية في واشنطن للعملية السلمية. وأكدت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها ان أحد أعضاء مجلس المتحف نفسه كان قد أشار على عرفات بالقيام بهذه الزيارة واتهم الطيبي "أيادي سياسية في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي وأوساطاً في حزب ليكود" بالوقوف وراء الرفض. وقال الطيبي: "يبدو ان هناك أطرافاً سياسية في الشعب اليهودي وفي اسرائيل لا يمكنها العيش من دون معاداة شخصية محددة". وأضاف: "عندما يمد الرئيس عرفات يده للمصالحة، يؤدي ذلك الى احراجهم ويتقهقرون الى الوراء ليحافظوا على وجود هذا العدو". وقال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الاسرائيلية ان عرفات يدرس الدعوة الرسمية التي تلقاها لزيارة متحف "ياد مردخاي". وقال الطيبي للاذاعة الاسرائيلية: "سندرس الطلب ونناقشه بجدية". وأضاف: "وبالمناسبة فإذا أراد أي شخص في أي يوم معرفة حقيقة الأمور وإدراك معاناة الشعب الفلسطيني ومأساته فأنا متأكد اننا سوف نرحب به".