حلقة جديدة من مسلسل القتل بالاجرة في روسيا بدأت مطلع العام الحالي حينما وجد مضرجاً بدمائه يفغيني تسيمباليستوف المدير العام لمجمع "روسيا" وهو اكبر فندق في العاصمة يطل على الكرملين والساحة الحمراء. ويجمع خبراء الاجرام ان مصرع تسيمباليستوف هو جزء من الصراع على الملكية والتناحر بين عصابات المافيا، ولكن مسؤول المقاطعات في الديوان الرئاسي سيرغي سامويلوف قال لپ"الحياة" ان هناك خطراً اكبر يتمثل في محاولة العصابات التوغل في هياكل السلطة والسيطرة عليها. وكان الصيرفي المعروف جورج سوروس فجر قنبلة في مؤتمر عقد في بوسطن اخيراً بتأكيده ان "عراب الخصخصة" النائب الأول لرئيس الوزراء اناتولي تشوبايس هو المسؤول عن "تنظيم نهب اموال الدولة" في روسيا وأضاف ان ذلك ادى الى قيام "رأسمالية عصابات". ومثل هذه الاتهامات لم تكن تصدر سابقاً الا عن ألد اعداء النظام الحالي وتصدى للرد عليه نائب سكرتير مجلس الأمن سابقاً بوريس بيريزوفسكي الذي يعد اثرى اثرياء روسيا وهو خصم لتشوبايس. الا ان الرد بذاته كان فضيحة اذ ان بيريزوفسكي في محاولته الدفاع عن تشوبايس قال ان الاخير "نظم عملية اعادة توزيع الملكية دون اراقة دماء وحال دون تشرذمها الملكية". ومعروف ان بيرزيوفسكي صنع ثروته التي قدرتها مجلة "فوريس" بپ3.5 بليون دولار في غضون بضع سنوات بفضل سياسة تشوبايس. وذكر محافظ موسكو يوري لوجكوف ان تشوبايس "طبق خصخصة اجرامية وكان بيريزوفسكي المنتفع منها" وتابع ان "الغراب لا يفقأ عين الغراب". وأثار الحيرة والاستغراب حديث بيريزوفسكي عن توزيع الملكية "دون اراقة دماء". فالأرقام تبين ان تصفية الخصوم غدت اسلوباً مألوفاً في روسيا. وأشار خبراء وزارة الداخلية الى "نمو متزايد" في جرائم القتل العمد، وذكر الوزير اناتولي كوليكوف انه يتوقع عما قريب "انفجاراً اجرامياً" جديداً و"مرحلة دخول المجرمين عالم السلطة". وكلام الوزير تدعمه الحقائق ومنها اعتقال غريغوري كويناخيز محافظ مدينة لينينسك - كوزينتسك وأحد اقطاب المافيا في مقاطعة كيميروفو. ونشرت وقائع كثيرة عن الترابط والتداخل بين المافيا والسلطة. وفي الأيام الأولى من السنة الحالية اعتقل رئيس بلدية مدينة مينوس الشمالية فيكتور تشموتوف بتهمة التحريض على القتل، وقال محافظ اقليم كراسنوربارسك فاليري زوبوف ان العاملين في "اقتصاد الأسود" يحولون جزءاً من الدخل لشراء اصوات الناخبين والحصول على مواقع في السلطة. وتثير هذه الحقيقة مخاوف لدى الديوان الرئاسي وقال سامويلوف لپ"الحياة" ان انتخابات هياكل السلطة الاقليمية عام 1997 شهدت "تدفق تيار من ذوي السوابق". وقال ان المجرمين ابدوا اهتماماً خاصاً بالمناطق التي يجرى فيها اعادة توزيع الملكية والموارد وخاصة في خاباروفسك ونوفوسيديرسك وتيومين الغنية بالنفط. وتابع ان اجهزة الأمن والشرطة تتدخل احياناً لعرقلة "ترشيح" المجرمين الا انه اضاف ان الاجراءات البوليسية لا يمكن ان تحل المشكلة جذرياً.