الولادة الطبيعية بعد عملية قيصرية اصبحت محبذة أكثر عند أطباء التوليد وبتشجيع من أطباء الاطفال الذين أكدوا ان الولادة الطبيعية، إ ضافة لعدم زيادتها الخطورة على الجنين، تنتقص المشاكل التنفسية المصاحبة للعملية القيصرية، على رغم ان تعثر المخاض الطبيعي يهيئ لحدوث الانتان عند الجنين، الا ان المضاعفات في نوعي الولادة منخفضة خصوصاً بعد التقدم الكبير في أساليب الطب الحديث. جاءت هذه النتيجة بعد دراسة على عينة واسعة من النساء في جامعة تكساس وتحت اشراف طبيبة الاطفال Dr Brenda Hook والتي أكدت ان الولادة الطبيعية أقل انهاكاً للحامل من العملية القيصرية، بالاضافة الى تكلفتها المادية القليلة. ومن الجدير ذكره هنا ان اعلى نسبة في معدل اجراء العمليات القيصرية، كما سجلتها احصاءات عالمية، كانت في الولاياتالمتحدة. شملت الشريحة التي اجريت الدراسة عليها 497 حاملاً اجريت لهن في زمن سابق عملية قيصرية، 336 امرأة منهم حاولن الانجاب بالطريق الطبيعي ونجحن، فيما 156 توقف المخاض عندهن واجريت لهن عمليات قيصرية. وقورنت حالة هاتيك النسوة وحالة محصول الحمل مع 989 امرأة انجبن بالولادة الطبيعية. وبشكل محلوظ وجد ان المولودين بعد عملية قيصرية، اضافة الى بقائهم في المستشفى فترة أطول، فهم أكثر عرضة لتطور بعض الاختلاطات، من مشاكل تنفسية الى نوبات قصيرة من تسارع ضربات القلب، وكذلك حدوث تسارع وعدم انتظام في معدل حركات التنفس. وبلغة الاحصاءات كانت نسبة المولودين بعملية قيصرية والذين تعرضوا لتسارع قلب حوالى 6 في المئة فيما بلغت نسبة الاختلاط ذاته عند نظائرهم من ولادة طبيعية 3 في المئة فقط، مع العلم انه من غير المعروف على وجه التحديد لماذا تزيد العملية القيصرية المشاكل التنفسية، ولكن من الممكن ردها في بعض الاحيان الى نقصان عمر الجنين وعوامل أخرى. العملية القيصرية هي عبارة عن إجراء شق على جدار البطن قد يكون طولانياً أو مستعرضاً، ويفضل حالياً الشق المستعرض لأنه يوازي خطوط الجلد، ثم يجري شق آخر على جدار الرحم ويخرج الجنين والمشيمة من فتحة البطن. لكن ما الذي يدفع الاطباء الى إجراءها؟ العديد من الأسباب يمكن ذكرها هنا، وفي بعض الأحيان هناك اكثر من سبب. توجد أسباب عائدة للام وأسباب عائدة للجنين. وبما ان خطر هذه العملية تضاءل كثيراً فقد أصبح يلجأ اليها اكثر من أي وقت مضى. وخصوصاً عند ظهور أية علامة تدل على تألم الجنين خلال سير المخاض، وأيضاً اذا كان هناك ارتكاز مشيمة معيب، أو ارتفاع توتر شرياني خطير، أو مرض سكري، أو مرض دموي انحلالي، أو عدم تناسب حوضي جنيني، وفي حال وجود عنق رحم صلب مع وجود تقلصات رحمية قوية... وهنا يلجأ الى العملية القيصرية خوفاً من تمزق الرحم. ويوجد الكثير من الامور التي ما زالت في حاجة الى توضيح، خصوصاً في ما يتعلق بالاجراءات الواجب اتباعها في محاولة لانقاص الاختلاطات الناجمة عن توقف وتعثر المخاض، بالاضافة الى تحديد النقطة التي يجب ان يتحول المخاض الطبيعي عندها الى عملية قيصرية. ولكن يبقى الهدف دائماً، عند أخذ القرار لاجراء العملية القيصرية، تخفيف الخطر على كل من الحامل والجنين.