سيدي أحمد الجزائر - أف ب - تفقد سفير بريطانيا لدى الجزائر فرنسوا غوردون بعد ظهر امس الخميس المكان الذي حصلت فيه مجزرة سيدي أحمد حيث حضه الناجون على انتقاد ما وصفوه بأنه "لامبالاة" من السلطات. ووصل السفير قرابة الثانية من بعد الظهر بالتوقيت المحلي في زيارة قصيرة لهذه القرية الواقعة على بعد 30 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة والتي قتل فيها مساء الأحد الفائت أكثر من مئة مدني من الرجال والنساء والأطفال رميا بالرصاص أو ذبحاً أو تقطيعاً أو حرقاً في منازلهم وهم أحياء. ووصل السفير الى القرية مرتدياً بزة رسمية وربطة عنق من دون المواكبة المعتادة من قوات الأمن الجزائرية، ورافقه أربعة حراس شخصيين أبقوا أسلحتهم في حقائب حملوها. وتفقد السفير القرية التي أحرق عدد من منازلها وتبادل الأحاديث مع ناجين من المجزرة وقدم لهم تعازيه. واتهم بعض سكان سيدي أحمد السلطات بعدم منع حصول المجزرة. وشرح أحدهم للسفير البريطاني "طلبنا تزويدنا أسلحة منذ ثلاثة أشهر وقدمنا لائحة تضم 200 اسم". وروى أحد الناجين "كنا نعرف أن ثمة احتمالاً لحصول مجزرة، لكن السلطات لم ترد تزويدنا أسلحة. قيل لنا : انتم في أمان ولا خطر عليكم". وأوضح ناج آخر قتلت زوجته أنه ذهب لاحضار قوات الأمن لكنها لم تتدخل بسرعة. وخاطب السفير قائلاً "الدولة عاجزة عن حمايتنا. يجب أن تأتوا أنتم البريطانيين والأميركيين لحمايتنا". وكانت السلطات أعلنت في حصيلة رسمية أن 103 أشخاص قتلوا وأصيب 70 بجروح في هجوم شنته مجموعة مسلحة على القرية. لكن بعض الناجين أشاروا الى أنهم أحصوا 120 جثة على الأقل. ونفت السلطات حصيلتين نشرتهما صحيفتان خاصتان وأكدتا فيهما أن عدد القتلى تجاوز 400. وكان في حوزة بعض سكان القرية أسلحة وقد اشتبكوا مع المهاجمين. الى ذلك، ذكرت الصحف أمس أن شخصا قتل وأصيب عشرة بجروح مساء الأربعاء بانفجار عبوة ناسفة داخل مسجد في حي براقي الضاحية الجنوبيةالشرقية للعاصمة. وأشارت الى أن العبوة وهي من صنع يدوي انفجرت خلال صلاة التراويح. واغتال مسلحون مساء الثلثاء شابا في التاسعة عشرة هو نجل عضو في مجلس الأمة من مدينة سطيف شرق، فيما كان في أحد المقاهي. وذبح رجل في اليوم نفسه في صيدا جنوب غرب. وفي البليدة أصيب شخصان بجروح جراء انفجار قنبلتين. وأشارت الصحف الى أن مجموعة مسلحة خطفت ثماني تلميذات الثلثاء من الحافلة التي كانت تقلهن قرب بومرداس شرق الجزائر أفرجت عنهن لاحقا في نهار اليوم نفسه.