في تطور للأزمة داخل تنظيم "الجماعة الاسلامية" المصري وجه القادة التاريخيون للجماعة، الذين يقضون عقوبة السجن في قضية اغتيال الرئيس السابق أنور السادات، انتقادات حادة الى قادة التنظيم المقيمين في الخارج، وطالبوهم بأن "يخففوا غلواءهم ويستجيبوا نداء العقل ولا يسقطوا عصا الطاعة". واعتبر القادة التاريخيون الذين أطلقوا في تموز يوليو الماضي مبادرة سلمية لوقف العمليات العسكرية، اعترض عليها قادة التنظيم في الخارج، ان قادة الخارج هم "السبب في قرار المحامي منتصر الزيات اعتزال العمل العام لاصرارهم على تجاهل نداء وقف العنف". وشهدت المحكمة العسكرية العليا في مصر، التي تنظر في قضية اتهم فيها 65 من أعضاء الجماعة بالتخطيط لاغتيال شخصيات عامة ورجال أمن واستهداف مصالح أميركية واسرائيلية، جلسة "عاصفة" أمس، إذ تلا اثنان من المتهمين بيانين أفادا ان الأول صدر عن القادة المعتقلين في سجن ليمان طرة، والثاني صدر عن القادة في سجن تحت حراسة مشددة يضم المحكومين في قضية اغتيال رئيس مجلس الشعب البرلمان الدكتور رفعت المحجوب. وتضمن البيانان رفضاً لقرار الزيات الاعتزال ومناشدته العدول عن القرار. والتمس البيان الأول للزيات "بعض العذر ازاء ما لقي من عدم تجاوب اخواننا في الخارج وتجاهل نداءاتنا المتكررة". وكان الزيات أعلن الأسبوع الماضي اعتزال العمل العام، مبرراً ذلك بأنه فشل في تحقيق وقف العنف، بعدما وعده قادة الجماعة في الخارج باصدار بيان يتضمن اعلاناً بوقف شامل للعمليات. وناشد البيان، الذي تلاه في المحكمة المتهم أحمد عبدالوهاب، المحكوم غيابياً بالاعدام في قضية اغتيال اللواء محمد غبارة، الزيات التراجع عن قراره الاعتزال لأن "مسؤوليتك تجاه الدماء المراقة تفرض عليك الاستمرار، وعلى اخواننا في الخارج ان يخفضوا غلواءهم ويتسجيبوا نداء العقل ونداء اخوانهم وشيخهم الدكتور عمر عبدالرحمن، ولا يسقطوا عصا الطاعة، فإن في الطاعة ان شاء الله الخير لهم وللمسلمين". ثم تلا المتهم مصطفى سيد محام البيان الثاني وجاء فيه: "فوجئنا كما فوجئ غيرنا باعلان الزيات الاعتزال، ونحن إذ نحترم وجهة نظره إلا اننا نرى ان مبادرة وقف العنف ستستمر بابتعاده كثيراً، فهو عنصر فاعل مخلص حمل على عاتقه عبء العمل لانجاحها". ووجه البيان الحديث الى قادة "الجماعة" في الخارج: "حين اطلق القادة التاريخيون مبادرتهم الحكيمة والشجاعة لوقف العنف كنا نتوقع من الجميع في الداخل والخارج، قادة وأفراداً، الاستجابة لها ودعمها، لا سيما انها صادرة عن القيادة التاريخية والشرعية والعلمية للجماعة، والتي لها القدرة الأوسع على توصيف الواقع واتخاذ ما يناسبه من قرارات، وفوق ذلك كله الدفعة القوية حينما بارك شيخنا الدكتور عمر عبدالرحمن المبادرة ليضيف لها بعداً شرعياً وتنظيماً". وزاد: "استجاب العديد من أبناء الحركة الاسلامية المبادرة، بل والعديد من العلماء والمفكرين والسياسيين. إلا اننا فوجئنا باخواننا قيادات الخارج لم يستجيبوا لها بل توالت العمليات العسكرية بعد اطلاق المبادرة. واستأنفت المحكمة خلال الجلسة أمس الاستماع الى مرافعات الدفاع، وستعقد جلسة أخرى اليوم.