أكد الرئيس اللبناني الياس الهراوي انه ليس مرشحاً نهائياً لولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الممددة 3 سنوات التي ينتظر ان تجرى في مطلع شهر تشرين الاول اكتوبر المقبل. كما أكد انه ليس داعماً لأي مرشح في انتخابات الرئاسة. وأضاف: "هذا امر نسفته من ذهني وأرفض ان أتعاطى معه وان اسأل عنه". ونقل نقيب المحررين ملحم كرم عن الهراوي في شأن الملف الاعلامي بعد قرار الحكومة منع بث البرامج السياسية على الاقنية الفضائية من الشبكات التلفزيونية اللبنانية الخاصة انه "مع الحرية الكاملة وخصوصاً مع حرية الصحافة وحرية التعبير، وهو لم يكن يوماً فريقاً في النزاع، بل هو حكم في كل النزاعات. وليس عليه كرئيس للدولة الا التخفيف من حدة المواقف والحرص على ان تتم كل الشؤون في مناخات مريحة وملائمة هي وحدها المعبر الى الحلول. اما الرأي الذي اتخذ اخيراً فقد حفزه اليه ما تلقاه من تقارير ديبلوماسية ومن اصداء عن الشؤون والافكار والرواسب التي تعلق في اذهان اخواننا واشقائنا العرب عند مشاهدتهم عدداً من المناظرات التلفزيونية المنقولة مباشرة". وفي ما يتعلق بالانتخابات البلدية اكد الهراوي "انها حاصلة مئة في المئة وليس في الافق ما يعكّر حصولها او يشوّشها". وسأله عن امكان ان تتحمل السنة الجارية استحقاقين وان نعيشهما في هدوء؟ فأجاب: "نعم. وهو شأن موفور وحاصل، وعندما اقترحت ان يجرى تعيين في الانتخابات البلدية فمن حرصي على ان تظل الوحدة الوطنية هي شعار لبنان وسياجه لأن بها وحدها يمكن ان نتحاب وان نتعايش وان نكون اخوة". وقال الهراوي: "الآن وضع القانون وهو مبروك عليهم. أملي ان تجرى الانتخابات في مناخ القانون وفي ظله. ويقيني ان عطاء البلديات سيكون حتماً عطاء عالياً لأن الذين سيتركون سيكونون حريصين على ان يراقبوا الجدد ليسجلوا عليهم المآخذ، والمطلوب من هؤلاء ألا يقعوا في الفخ وان يتجاوزوا هذا المنعطف بعطاءات تفقأ حصرمة في عيون الراغبين في تسجيل المواقف والمآخذ". وأضاف انه "حريص على ان تبقى العملية الديموقراطية في اطارها العقلاني والا تجنح ولا تشط الى المبالغة"، مشيراً الى كلام على قرع طبول الحرب، ومتسائلاً: "أي طبول وأي حرب؟ نحن في وفاق ووئام ونحن في وحدة صف". وكان الهراوي استقبل وفداً من ممثلي وسائل الاعلام المرئي والمسموع زار الحريري لاحقاً. وقال رئيس الجمهورية للوفد: "ان منع البث الفضائي حتّمته مصلحة البلد". وشدد على "الحرية الكاملة للاعلام في الداخل في مقابل وقف بث البرامج والاخبار السياسية فضائياً". اما رئيس الحكومة رفيق الحريري فأكد لدى استقباله الوفد "ان الحكومة حاسمة في قرارها وقف البث الفضائي السياسي". وانتقد الحريري في خطاب ألقاه في افطار غروب امس رموز المعارضة الذين يقولون ان "اتفاق الوفاق الوطني في الطائف ولد ميتاً"، معتبراً "ان الذين يرفضون منطق التوافق انما يرفضون التسويات الضرورية في العمليات السياسية الكبرى". وأشارت مصادر المجتمعين الى "ان الرئىس الحريري شدد على اهمية التزام وسائل الإعلام المسؤولية الوطنية المطلوبة ضمن القوانين المرعية". وقالت "ان اللقاء تخلله حوار في العمق تناول الشؤون والشجون الاعلامية وكان هناك تفهم من وسائل الاعلام لحيثيات قرار مجلس الوزراء، وقف البث الفضائي السياسي"، ولفتت الى "ان ما حصل فتح مرحلة من الحوار الجديد والصريح لتطوير الوضع الاعلامي في لبنان ويجب التوقف عند ما حصل اخيراً بكثير من الموضوعية وأخذ العبر منه للحفاظ على المصلحة الوطنية العليا". وكان قرار الحكومة وقف البث السياسي الفضائي لقي مزيداً من ردود الفعل المعارضة، فاعتبر العماد ميشال عون الذي ينتظر ان يظهر على شاشة "ام.تي.في" المحلية الاحد المقبل "ان الاداء الاعلامي اصبح يتساوى مع الاداء الحكومي السيء"، مطالباً الاعلام "بأن يكون مرآة تعكس الحقيقة". كذلك صدرت بيانات وتصريحات من شخصيات واحزاب معارضة اخرى. وكان عون اجتمع في فرنسا مع حليفيه في "التجمع الوطني" الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون، وبحثوا في الاوضاع وبينها قرار الحكومة الاخير، والتحضيرات لاجراء الانتخابات البلدية اذ "ان هناك ماكينة انتخابية ستنسق المواقف".