سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفن السعودي الفن هو لغة الإبداع الحر، وهو اللغة التي طالما استخدمها الإنسان لترجمة أحاسيسه التي ترد في ذاته، وغالباً ما تكون ترجمة الأحاسيس على هيئة لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية أو صفحات مؤلفة من الكتابة والشعر، وغيرها الكثير من الترجمات الفنية التي...
الفن هو لغة الإبداع الحر، وهو اللغة التي طالما استخدمها الإنسان لترجمة أحاسيسه التي ترد في ذاته، وغالباً ما تكون ترجمة الأحاسيس على هيئة لوحة فنية أو مقطوعة موسيقية أو صفحات مؤلفة من الكتابة والشعر، وغيرها الكثير من الترجمات الفنية التي وهبها الخالق لكل إنسان وبدرجات تختلف من شخص إلى آخر، بحيث لا يمكنك أن تصنف المجتمع كله أنه فنان، لكن من يحمل القدرة الإبداعية والمتميزة هو من يمكنك نعته بالفنان، كدليل على استخدام مهاراته في سبيل إنتاج أشياء تحمل قيمة جمالية. ولأن المُجتمع السعودي يَمر بتطورات عدة، فَحاجته للفن الآن أكثر من أي وقت مضى، بعدما كان محجوباً عنه لأسباب من وجهة نظري أراها مُتطرفة، وألبست الإسلام المعتدل لِباس الأفكار الصحوية، وحرّمت المجتمع من كل جميل، بحيث فُهمت الفنون بشكل خاطئ، وحوربت من دون أن يكون هناك أي قراءة واعية تجاه ما سينجم عنه من أثر سيء للحياة والناس. لقد كان الفكر الصحوي أشبه بجدار رديء البنية، يحتاج فقط لمن يقوم بهدمه حتى يسقط، ليرى المجتمع الحياة التي كانت محجوبة عنه بسبب معتقدات واهية، وخير دليل؛ هو عودة السينما إلى السعودية بعد مرور أكثر من 35 عاماً من التوقف، وكذلك عودة الحفلات الموسيقية في شتى أرجاء الوطن، والتي قابلها السعوديون بكل حب بعدما كانوا متعطشين لها، لذلك فإن حاجتنا للفن أصبحت ضرورية، خاصة أننا مجتمع يحب الفن ويقدره، وهذا ما كان واضحاً لنا وللمجتمع الآخر المتأثر بمناخ الصحوة. نتطلع وكلنا شغف لإنشاء أكاديميات لتعليم الفنون على اختلافها، كالمتاحف، والمسارح والسينما، والموسيقى، إلى آخره.. لأننا سنحتاج إلى ممثلين ومخرجين ومنتجين، ومصورين وكتاب سيناريو وعازفين، وخبراء فنيين وإداريين صالات سينمائية، وفنانين ملمين وجاهزين لتعزيز الفن السعودي وسوق العمل معاً، بشكل أقوى مما نحن عليه الآن، ونتطلع كذلك لإنشاء معاهد لدراسة الفنون الشعبية، واحتضان الفنانين الشعبيين، وتدريب الكوادر الفنية لذلك، وتشجيعها وحفظ الفن التراثي وتصنيفه، وإعادة رد الاعتبار إليه في المضمار الاجتماعي. نحن بالتأكيد جاهزون لإعادة بناء مجتمع فني كان غائباً عن الساحة سنوات طويلة، وكلي ثقة بأن وطني منجم كبير داخله كنوز فنية حقيقية، أشبه ما تكون بالثروة التي تحتاج إلى البحث عنها ومعرفتها وصقلها، والاجتهاد في إزالة وطمس ما تراكم خلال السنوات الماضية من تحريم وترهيب تجاه الفن وأهله. 3bdulsalsmm@