حض رئيس هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية نصر الحريري، المجتمع الدولي على الضغط على النظام للانخراط في «عملية سياسية جادة تفضي إلى حل سياسي عادل يحمي سورية ووحدتها شعباً وأرضاً». وأعرب الحريري في حوار مع «الحياة» عن أمله في أن «يصل الروس إلى قناعه بأن مصلحتهم في بناء علاقة طيبة مع أطياف الشعب السوري كافة» وأن يتوقفوا عن دعم النظام عسكرياً. وأكد أن المعارضة في مختلف أطيافها «تدعم حراك المبعوث الأممي لسورية ستيفان دي ميستورا حول محاولته إعادة الحياة لمسار جنيف». مشدداً على «ضرورة الضغط على النظام للانخراط في العملية السياسية بجدية»، لافتاً إلى أن «محور النظام حتى اللحظة ما زال مصراً على الحل العسكري الذي لا يخدم سورية شعباً وأرضاً». وقلل الحريري من نتائج المعارك الأخيرة في الغوطة الشرقية وجنوب دمشق، وانسحاب المقاتلين من القلمون على خيارات الثورة والمعارضة في حل يضمن «انتقال السلطة من عصابة حاكمة إلى دولة المؤسسات والمواطنة، انطلاقاً من نداءات ومطالب الشعب المدعوم بقرارات أممية»، مشدداً على أن «القضية السورية لا تقاس بالواقع العسكري بل بكيفية الحل» الذي يجب أن يكون «حلاً سياسياً عادلاً يحمي سورية ووحدتها». واعتبر أن «الضربة الثلاثية جاءت نتيجة مباشرة لاستخدام النظام السلاح الكيماوي وهدفها الحد من استخدام الغازات». وحض المجتمع الدولي على «أن يقوم بمسؤولياته لوقف كل أشكال القتل للشعب السوري». وقال إن «العملية السياسية للأسف متوقفة والأمم المتحدة تقف عاجزة أمام إصرار النظام ومحوره على الحل العسكري». وشدد على أنه «لا خيار سوى خيار الحل السياسي»، لافتاً إلى أن «مسار جنيف المسار الوحيد الذي يحقق الشرعية الدولية التي قبل بها الشعب السوري وقوى المعارضة والثورة»، مؤكداً أن «أي مسارات أخرى هي فرعية نتمنى أن تقدم الدعم لتحقيق تقدم في مسار جنيف وتنفيذ القرارات الدولية». وأعرب عن أمله في «استمرار دعم المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي لمطالب السوريين وإنسانيتهم». وثمن إيجاباً «موقف الاتحاد الأوروبي في عدم البدء في إعادة الإعمار قبل تحقيق الحل السياسي الذي ينطلق من بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن 2118 و2254». وفي شأن المواقف الروسية، قال الحريري: «نعول على أن يصل الروس إلى قناعة كون مصلحتهم في بناء علاقة شراكة طيبة مع أطياف الشعب كافة وأن يدعموا العملية السياسية في جنيف دعماً جاداً وحقيقياً يحقق ما يطمح إليه الشعب السوري على كل أراضي الوطن، وبناء دولة المؤسسات والعدالة»، محذراً من أن «استمرارهم في الدعم العسكري للنظام لن يحقق لهم هذه الشراكة». وأعرب عن أمله في أن «تنسجم التصريحات الروسية مع الأفعال الحقيقية؛ فموسكو تريد حيادية ولكنها لا تتصرف على هذا الأساس، وتريد أن يحدد السوريون مصيرهم وكأن كل السوريين نظام الأسد؛ وتنتقد فعل الآخرين في سورية ولا ترى ما تفعل ويفعل النظام بحق السوريين». واعتبر أن تصرفات روسيا «لا تساعد في إيجاد حل». وقلل الحريري من حدة الخلافات بين منصات المعارضة المختلفة، لافتاً إلى أن «بيان الرياض أكد أن المعارضة تتفق حول هدف واحد وهو الانتقال السياسي في سورية». وزاد إن «ما يشار إليه على أنه خلافات هي اختلافات في رؤى سياسية وليست خلافات على موقفهم من النظام».