ست قنوات رياضية تمنح الوسط الرياضي مساحة كبيرة من التفاؤل خلال السنوات الثلاث المقبلة، شريطة استثمار هذه المكرمة بمهنية عالية الجودة، بعيداً عن هيمنة أصحاب المصالح، وانغماسهم في بؤرة الشللية التي قتلت البرامج وأفسدت ملامح التطوير الذي حدث أخيراً. نعرف أن هناك قوائم سوداء في المنافذ الحدودية والمطارات، ونعرف ان هناك قائمة مماثلة عند بعض رؤساء بعض الصحف الذين تسيطر عليهم السوداوية والحساسية المتوجسة من كل شيء، ولكن هل لدينا قوائم في قناتنا الرياضية؟ الإجابة بالتعميم صعبة للغاية، لكن الشواهد تقول إن هناك قوائم على الأقل للمقربين والبقية مهمشون أو معزولون أو سموهم ما تشاؤون. برنامج مثل «فوانيس الرمضاني» يكرر الأسماء أربع سنوات متتالية ولم نشاهد رموزاً إعلامية معروفة ومطلوبة مثل عبد العزيز الشرقي ومحمد العبدي وعايض الحربي ومحمد البكر وخالد دراج والمهندس طارق التويجري وعلي داود وصالح بن علي الحمادي وسلطان المهوس ومحمد الدويش وعبد العزيز الدغيثر وعبد الكريم الجاسر وسامي اليوسف وصالح الطريقي وعاصم عصام الدين وحسين الصادق وخليل الزياني وغيرهم كثر، فماذا نسمي هذا التصنيف، أو هذا الحجز المسبق للأسماء المقربة وعزل البقية؟ «ويلاحظ عدم ذكر أسماء من الجنوب لأن القناة وضعت حاجزاً بينها وبين الجنوب للأسف». برامج معروفة في القناة الرياضية مثل «الملعب» لا يشارك في هذه البرامج الا الأسماء نفسها والأصدقاء نفسها بل إن بعض المقربين يشارك في الأسبوع نفسه في ثلاثة برامج نهارية ومسائية والبعض يظهر أكثر من ست مرات في الشهر، ويضمن الظهور في أي وقت يشاء، بينما الأسماء الرزينة المحتشمة الوقورة لا تجد طريقها لهذه البرامج نهائياً، وإذا وجدت الفرصة ففي السنة مرة واحدة على الأكثر، وهم يعرفون إن من عرض بضاعته بارت، وإن قيمة ومكانة وقامة هذه الأسماء لا تسمح لها بعرض أنفسهم على معدي القناة الذهبية، ولا غيرهم. القائمون على برامج القناة الرياضية وبخاصة المعدين لديهم جوابان لا ثالث لهما عندما يتلقون سؤالاً استفسارياً عن غياب الأسماء القوية المميزة عن برامج القناة، إذا كان السؤال من قيادات بالوزارة، أو شخصيات اعتبارية، فالإجابة إنهم حاولوا مع هذه الشخصيات واعتذروا لظروفهم، وهذا غير صحيح وإنما يتخلصون من ورطة السؤال، وإذا كان السؤال من رفاق عمل أو متابعين للبرنامج أو من جهة أقل فالإجابة جاهزة أيضاً، وهي إن لديهم تعليمات من فوق بعدم دعوة هذا الاسم بالذات، وهذا جواب مسكت وملجم على رغم عدم صحته. عاد برنامج «مساء الرياضية» فظهرت أسماء «فوانيس» نفسه وعاد برنامج «الملعب» فوضحت الشللية، النقلة التطويرية في «إرسال» والبقية حدث ولا حرج. نحن أمام مكرمة، وأمام تحد جديد يكشف أكبر مساحة متاحة للإنسان السعودي في ست قنوات فضائية، ومن المفترض تلافي كل السلبيات السابقة والتركيز على شرف مهنة الإعلام بمهنية عالية ونقاء سريرة، والتعامل بضمائر تتقي الله تعالى، ولا تبيع دينها بعرض من الدنيا. بالعربي الفصيح نحتاج تدخل الوزير عبد العزيز خوجة والأمير تركي بن سلطان، لدعم النزيه عادل عصام الدين ووضع الأمور في نصابها، وتصحيح ذبذبة بوصلة القناة الرياضية التي تحتاج لذبذبة صادقة لكل الجهات الأصلية والفرعية فالوطن يتسع للجميع. [email protected]