أسدل الستار أمس على واحد من أنجح وأروع البرامج الرمضانية، سيطفئ الزميل عادل عصام الدين في الثالثة من بعد منتصف هذه الليلة فوانيسه التي جذبت أكبر شريحة من الوسط الرياضي طوال الليالي الماضية، كان البرنامج ملتقى مسامرة مسائية ممتعة بكل ما فيه من نتوءات وخروج على النص أحياناً توارت خلف مساحات النجاح التي سجلتها أغلب الحلقات. «فوانيس الرياضية» مادة دسمة ممتعة تعودنا عليها للعام الثالث على التوالي، ومع كل هذه النجاحات هل كان البرنامج خالياً من السلبيات؟ الإجابة واضحة وصريحة جداً، فمن استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه، ومن يعمل يخطئ ويصيب، والكمال لله وحده، بعض الحلقات كانت مليئة بالشطحات، بل قالها مقدم البرنامج الزميل عادل عصام الدين بعظمة لسانه، ومع هذا فنسبة 90 في المئة من الأمسيات كانت ترتقي لذائقة المسؤول والمشاهد المثقف في أن معاً، وكانت أغلب الأطروحات تصلح لأوراق عمل للجان الاتحاد السعودي لكرة القدم والاتحادات الرياضية المطالبة العام المقبل بترجمة مشروع الصقر الرياضي على أرض الواقع، بعد أن قدم للمشروع نائب الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل. بعض الضيوف أتى وهو مشحون بميوله فيما كنا ننتظر مخزونه الثقافي فكره الوقاد، فسقراط يقول: «تكلم لكي أراك»، وبعضهم أتى وهو يعرف كيف يستمع لأن الفرص الخفية تحتاج لأذن قوية، والبعض بالغ في طرحه متجاوزاً كل الخطوط الحمراء، والبعض وضع النقاط على الحروف بمهارة فائقة. نقاش القاعدة الجماهيرية بيزنطي ويوغر الصدور ويفتح نتوءات عفا عليها الزمن، وتناول قضية نور وفي أكثر من حلقة كان من اتجاه واحد وغاب صاحب الشأن ولم يظهر لكي نعرف الإجابة على الأسئلة المتناثرة، لعل أهمها لماذا يرفض الكشف الطبي؟ ولماذا لديه مشكلة كل موسم؟ هموم الوسط الرياضي تنحصر في المنشآت المتهالكة، وموارد الأندية المالية التي تعيش فقراً مدقعاً، تداخل المسابقات وسوء البرمجة، قرارات الاستثناءات المخلة بعدالة المنافسة، إدارات الأندية البعيدة عن اللوائح المحنطة في الأدراج، الفئات السنية وغياب المنجز سنوات عدة، محاور كثيرة وتعاطي إعلامي جميل والمحصلة أمسيات ناجحة وممتعة. أدار الزميل عادل عصام الدين الأمسيات بطريقة الصالونات الأدبية وبمهارة فائقة، ونجح مخرج البرنامج مسفر المالكي في حبك خيوط الأمسيات على الطريقة الأوروبية وتفوق مهدي مزارقة ويحيى مساوى ومحمد النجيري وعبيد كعدور، وكل فريق العمل كانوا أمام تحد مهني كسبوا جولته بكل اقتدار. حبذا لو ترعى الشركة التي رعت هذا البرنامج جميع برامج القناة الرياضية طوال الموسم، لأنها أسهمت بحرفيتها في توفير مناخ نقي للبرنامج فتحقق النجاح، وهذا مطلب نضعه أمام رجل المرحلة الأمير تركي بن سلطان، وكل عام والجميع بألف خير. [email protected]