«سعودة السفارات والقنصليات السعودية في الخارج، وكذلك إتاحة الفرصة للشباب السعوديين للعمل في السفارات والقنصليات الأجنبية في المملكة»، هذا هو العنوان الأبرز في مجلس الشورى في الوقت الراهن وهي التوصية التي قدمتها لجنة الشؤون الخارجية في المجلس، وفاجأت بها الأعضاء الذين تساءلوا عن مغزى هذه التوصية، ولكنهم في الوقت ذاته لم يعارضوها في الجلسة الماضية، ويبدو أنهم في طريقهم إلى الموافقة عليها في الجلسة المقبلة ثم رفع توصية بها إلى المقام السامي، بحسب ما صرح به عضو مجلس الشورى عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الدكتور صدقة فاضل ل«الحياة»، وأضاف: «قمنا في لجنة الشؤون الخارجية بدراسة التقرير السنوي الأخير لوزارة الخارجية، وبعد هذه الدراسة أصدرنا توصية تنص على سعودة السفارات السعودية في الخارج إلى جانب التنسيق مع الممثليات في بلادنا من أجل توظيف الشباب السعوديين». وتابع: «وجدنا أن هناك الكثير من الوظائف في السفارات السعودية في الخارج يشغلها أجانب، كما وجدنا أن هناك شباباً سعوديين كثيرين مؤهلين لا يجدون وظائف وعاطلين عن العمل رغم وجود هذا الكم الكبير من الوظائف في السفارات السعودية في الخارج، والتي يشغلها أجانب». وأوضح فاضل: «السفارات والقنصليات الأجنبية في المملكة تسعى إلى توظيف أجانب، وعلى سبيل المثال فإن السفارة البريطانية تقوم بتوظيف موظفين من الجنسيتين الهندية والبنغالية، ومن الجنسيات العربية، ولا توظف سعوديين، ونحن نريد منهم ومن غيرهم من السفارات أن يوظفوا السعوديين بوصفهم موظفين «محليين»، وأن يتيحوا الفرصة لهم؛ فهم أبناء هذا البلد»، مشيراً إلى أن هناك تقليداً وعرفاً عالمياً ينص على أنه «عندما تفتح سفارة أو قنصلية في أي بلد تسعى إلى توظيف ابن البلد الذي تفتح فيه السفارة أو القنصلية؛ كونه على دراية بهذا البلد، ويخاف عليه، ولكن - للأسف - لا يوجد لدينا ذلك العرف؛ فتجد الكثير من الأجانب في السفارات لدينا، ولا تجد سعودياً واحداً بينهم». وتابع: «لا نقصد توظيف السعوديين في السفارات والقنصليات الأجنبية في بلادنا بأن يكون معقباً أو سائقاً، ولكن نريد أن يعمل في أعمال مكتبية تكون مشغولة بأجانب؛ ليكتسب الخبرة، وهذا يؤدي إلى حفظ أسرار البلد»، مشيراً إلى أن هناك الكثير من خريجي قسم الشؤون السياسية العاطلين عن العمل، وقال: «أنا أستاذ في قسم العلوم السياسية، ونلمس البطالة لدى خريجي هذا القسم، وهم يبقون أكثر من عامين يبحثون عن العمل؛ مما يدفع بعضهم إلى الاتجاه صوب التجارة، وليس هذا القسم فقط بل هناك الكثير من الأقسام، ويقول وزير العمل إن هناك أكثر من مليون ونصف المليون يبحثون عن العمل أو إنهم «عاطلون» في بلد لا يتجاوز سكانه 17 مليون نسمة». وأشار عضو مجلس الشورى الذي عقد مع زملائه في اللجنة اجتماعاً مع المسؤولين في وزارة الخارجية، إلى أن الأخيرين اعترفوا بوجود التقصير في هذا الجانب، و«عموماً توصياتنا في حال الموافقة عليها من الأعضاء سترفع إلى المقام السامي»، مبيناً أن «أعضاء المجلس موافقون على هذه التوصية ومؤيدون للسعودة في كل المجالات». وأكد الدكتور فاضل أن هناك خريجين في أقسام اللغات والترجمة، «منهم - على سبيل المثال - خريج يتحدث اللغة الروسية، ويطلب من وزارة الخارجية العمل في السفارة السعودية في روسيا، ولكنهم يردون عليه بأنه لا توجد وظائف، ولا يلقى التشجيع، وهذا مثال بسيط للكثير من الحالات الموجودة لدينا».