طرابلس، سرت - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز - أصبح المجلس الوطني الانتقالي أمس الممثل الشرعي لدولة ليبيا في الأممالمتحدة وسيرتفع «علم الاستقلال» قريباً بديلاً لعلم «الجماهيرية» على رغم اعتراض دول لاتينية وأفريقية بقيادة فنزويللا وأنغولا على أوراق تفويض المجلس كانت أقرتها اللجنة المختصة المؤلفة من 8 دول بينها روسيا والصين. وحصل القرار على دعم 114 دولة ومعارضة 17 وامتناع 15 دولة عن التصويت. وقال نائب مندوب ليبيا الدائم ابراهيم الدباشي ان «هذه لحظة تاريخية للشعب الليبي تفصل بين مرحلتين في تاريخه بين سقوط ديكتاتورية وقيام دولة ديموقراطية على أنقاضها». ورحبت السفيرة الأميركية سوزان رايس بالقرار واعتبرته «خطوة تاريخية». وأشارت الى أن الشعب الليبي «لا يزال أمامه الكثير من العمل». واستعد مجلس الأمن لتبني مشروع قرار ليل أمس يحرر ودائع كيانات ليبية كانت شملتها العقوبات التي تضمنها القراران 1970 و1973. وينص مشروع القرار على إنشاء بعثة دعم للأمم المتحدة في ليبيا «أنسميل» تحت قيادة ممثل خاص للأمين العام لفترة مبدئية من ثلاثة أشهر. ويقرر أن ولاية البعثة ستشمل دعم ومساعدة الجهود الوطنية الليبية من أجل إعادة الأمن العام والنظام وتعزيز حكم القانون، وإجراء حوار سياسي شامل وتعزيز المصالحة الوطنية والشروع في عملية صنع الدستور والعملية الانتخابية، وبسط سلطة الدولة بما فيه من خلال تقوية مؤسسات المحاسبة الناشئة واستعادة عمل الخدمات العامة، وحماية حقوق الإنسان، واتخاذ خطوات فورية للبدء في الانتعاش الاقتصادي». كما يتضمن مشروع القرار أن»شركة النفط الوطنية الليبية وشركة زويتينا للنفط لن تكونا تحت عقوبات تجميد الأرصدة بعد اليوم، وباقي العقوبات بموجب القرارين 1970 و1973”. ويقر تعديل العقوبات بالنسبة ل»المصرف المركزي الليبي والمصرف الليبي الخارجي وسلطة الاستثمار الليبية والمؤسسة الليبية الأفريقية للاستثمار». ويبقى مشروع القرار على حظر الطيران قائماً في ليبيا على أن يبقي «إجراءات القرار 1973 التي فرضت حظر الطيران تحت المراجعة» مع الاستعداد لرفع هذه الإجراءات وإنهاء التفويض الممنوح للدول في تطبيق حظر الطيران بالتشاور مع المجلس الوطني الانتقالي”. ويعدل مشروع القرار حظر الأسلحة على ليبيا ليستثني الأسلحة الخفيفة المخصصة لحفظ الأمن والتدريب والمساعدة التقنية ومساعدة السلطات الليبية. ويبقي مشروع القرار على حظر الطيران قائماً في ليبيا على أن يبقى «قيد المراجعة» مع «الاستعداد لرفع هذه الإجراءات وإنهاء التفويض الممنوح للدول في تطبيق حظر الطيران بالتشاور مع المجلس الوطني الانتقالي”. وكانت المداولات مستمرة حتى بعد ظهر أمس في شأن مشروع القرار في مجلس الأمن حيث طالبت جنوب أفريقيا بتعزيز اللغة المعتمدة فيه لحماية المهاجرين الأفارقة في ليبيا. لكن ديبلوماسيين في مجلس الأمن توقعوا أن يتم تبنيه بإجماع أصوات أعضاء مجلس الأمن. وكانت فنزويللا حاولت تعطيل تصويت الجمعية العامة على قرار القبول بتمثيل المجلس الوطني. وقال سفيرها إن ممثلي المجلس في إشارة الى المندوب السفير الدائم عبد الرحمن شلقم ونائبه السفير ابراهيم الدباشي «احتلا» المقعد في الجمعية العامة واصفاً المجلس بأنه «غير شرعي» وأتى عبر عمليات عسكرية «عدائية» لحلف الناتو «لا صلاحية قانونية أو أخلاقية له». وسعت أنغولا وراء تأجيل التصويت بحجة اجتماع لقيادات أفريقية في نيويورك الإثنين ما أدى الى التصويت على مشروع قرار تأجيل التصويت. وقال مندوب أنغولا إن أوراق الاعتماد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي لم يوقعها رئيس دولة أو رئيس حكومة أو وزير خارجية، عملاً بقاعدة إجرائية في الجمعية العامة، وطالب الجمعية العامة بإلغاء التصويت على مشروع قرار قبول أوراق اعتماد المجلس الوطني الانتقالي لكن اقتراحه باء بالفشل بعد تصويت 107 دولة ضده. ودافعت مصر عن تمثيل المجلس الوطني الانتقالي لليبيا في الأممالمتحدة. وقال سفيرها ماجد عبد العزيز إن مصر الجارة المحاذية لليبيا ترى أن قرار مجلس الأمن 1973 تم تبنيه مع الاعتراف الكامل بضرورة حماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي ومرتزقته». وأكد عبد العزيز ثقة مصر «بقدرة المجلس الوطني الانتقالي من تمثيل ليبيا وأنها ترفض أي محاولة لتأخير التصويت على أوراق الاعتماد المقدمة منه». ومن بين الدول التي صوتت ضد القرار فنزويللا وكوبا وغواتيمالا وبوليفيا وأنغولا وجنوب أفريقيا والكونغو والإكوادور وكينيا ونامبيا ومالاوي وتانزانيا وزامبيا وزمبابوي. وكانت لجنة وثائق التفويض في الأممالمتحدة قد وافقت بالإجماع على أوراق الاعتماد المقدمة من المجلس الوطني، وهي تتألف من روسيا وإيطاليا وبنما والسنغال والصين وكوستاريكا ومصر وملديف والولايات المتحدة. ومع دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الموالين للعقيد المخلوع معمر للقذافي إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى صفوف الشعب الليبي احتدمت المعارك بين قوات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي والموالين للقذافي. وتحدث شهود ومقاتلين عن اشتباكات عنيفة بالمدفعية في بني وليد وسرت. وأفاد الشهود ان قوات المجلس الانتقالي اضطرت إلى التراجع من بلدة في بني وليد امس بعد قتال ضار دام ساعات، فيما تقدمت القوات في سرت واستولت على مطار المدينة. وقال شهود عيان إن مقاتلي المجلس الوطني انسحبوا في حالة من الفوضى من بلدة بني وليد بعد قتال ضار دام ساعات، في قصف مواقعهم داخل البلدة وخارجها. ودارت معارك عنيفة في منطقة السوق استخدمت فيها الصواريخ. وقال مقاتل في المجلس الوطني إن «انصار القذافي يتحصنون في حي واحد هو حي الديوان». ولم يكن في وسعه اعطاء حصيلة للضحايا. في موازة ذلك تقدمت قوات المجلس الانتقالي في سرت. وتحدث مقاتلون عن السيطرة على نصف المدينة وعن الاستيلاء على مطارها بعد معارك عنيفة شاركت فيها عشرات سيارات البيك اب المدججة بالسلاح وثلاث دبابات من تعزيزات المجلس الوطني الانتقالي التي اتت من الغرب.