تتجه البعثة الليبية في الأممالمتحدة نحو الطلب من مجلس الأمن اليوم الأربعاء رفع إجراءات وعقوبات فرضها القراران الدوليان 1970 و1973 وبينها «حظر الطيران وحماية المدنيين» في ليبيا. ويأتي ذلك عشية اجتماع وصف بأنه مهم لمؤتمر «اصدقاء ليبيا» في الدوحة من المقرر أن يحدد دور حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعدما طلب الحكم الليبي الجديد رسمياً تمديد المهمة شهراً بعدما كان من المقرر أن تنتهي آخر الشهر الجاري. ودفن الحكم الليبي فجر أمس جثث العقيد معمر القذافي وابنه المعتصم ووزير دفاعه أبو بكر يونس جابر في «مكان سري» في الصحراء، بعد أيام من عرضها أمام المتفرجين في مدينة مصراتة. وسُمح لخالد تنتوش الذي كان يوصف بأنه «مفتي» نظام القذافي بالصلاة على الجثامين. كما حضر الصلاة إثنان من أبناء أبو بكر يونس جابر، وإثنان على الأقل من أعيان القذاذفة هما منصور ضو وأحمد إبراهيم. لكن لم يُسمح لهم بمرافقة الجثامين إلى مكان دفنها في الصحراء. في غضون ذلك، قال ديبلوماسيون إن بريطانيا تعمل على إعداد مشروع قرار «يتضمن عدة عناصر منها إنهاء ولاية القوة الدولية - ومن ضمنها حلف الناتو، بعدما قرر الحلف إنهاء مهمته في ليبيا آخر الشهر الجاري». وأوضحت مصادر مجلس الأمن أن روسيا أعدت مشروع قرار لإنهاء ولاية القوة الدولية «رغم أن الحلف قرر إنهاء عملياته في ليبيا» وإن المناقشات في مجلس الأمن «ستشمل العناصر المقدمة من بريطانيا وروسيا إضافة الى مشاورة المجلس الوطني الانتقالي الليبي». وقال نائب السفير الليبي في الأممالمتحدة ابراهيم الدباشي إن ليبيا «ستوجه رسالة الى رئاسة مجلس الأمن (اليوم) تطلب فيها رفع حظر الطيران لأنها بحاجة الى إعادة تسيير رحلاتها الجوبة المدنية». وأضاف الدباشي أن «حماية المدنيين التي أقرها قرار مجلس الأمن أصبحت مهمة يمكن السلطات الليبية القيام بها ولم نعد بحاجة الى مساعدة دولية لتطبيقها». وأكد السفير البرتغالي في الأممالمتحدة خوسيه مورايس كابرال أن مجلس الأمن سيناقش رفع حظر الطيران في ليبيا «قبل نهاية الأسبوع». وقال ديبلوماسيون إن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ستناقش الأفكار التي تعدها بريطانيا وتلك الواردة أيضاً في «مشروع القرار الذي اقترحته روسيا والذي يتضمن بنداً يتعلق بوقف حماية المدنيين وإلغاء منظقة الحظر الجوي التي فرضها القرار الدولي 1973». وكان السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أعلن أنه «قدم مشروع قرار الى مجلس الأمن الأسبوع الماضي وأن المجلس شرع في مناقشته». وأضاف تشوركين إن «تغييرات طرأت على الوضع في ليبيا تستدعي إلغاء مفاعيل قرار مجلس الأمن السابق، بما في ذلك منطقة الحظر الجوي». وحصلت «الحياة» على نص مشروع القرار الروسي الذي ينص على أن «مجلس الأمن الدولي يقرر وقف العمل فوراً بالإجراءات الواردة في الفقرات من 4 الى 12 من القرار 1973 المتعلقة بحماية المدنيين وحظر الطيران». ويدعو مشروع القرار الروسي، تحت الفصل السابع، إلى وقف العمل أيضاً «بالإجازة التي منحها مجلس الأمن الى دول أعضاء في الأممالمتحدة لاتخاذ إجراءات معينة» لفرض حماية المدنيين ومنظقة حظر الطيران. ويشدد مجلس الأمن الدولي بموجب المشروع الروسي «على التزامه القوي سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية». ويشير إلى أن مجلس الأمن إذ «يأخذ علماً بالتطورات الحاصلة في ليبيا» فإنه يقر بأن «الظروف التي أوجبت تبني إجراءات محددة في ليبيا كما جاء في الفقرات من 4 الى 12 في القرار 1973 لم تعد قائمة». وجاء مشروع القرار الروسي مختصراً في 3 فقرات تنفيذية و5 فقرات تمهيدية.