أعلن الرئيس محمود عباس أنه سيقدم طلباً إلى مجلس الأمن لنيل العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، مبدداً بذلك الشكوك في شأن نيته تقديم طلب إلى الجمعية العامة لنيل مكانة «دولة مراقب». وقال في خطاب شامل للشعب الفلسطيني قبيل توجهه إلى نيويورك: «ذاهبون إلى مجلس الأمن، وبمجرد أن القي الكلمة، سأقدم الطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) ليوصله إلى مجلس الأمن». وأضاف: «أما الخيارات الأخرى فلم نقررها بعد»، مشيراً إلى خيار اللجوء إلى الجمعية العامة للمنظمة الدولية بدلاً من مجلس الأمن. ومن المقرر أن يلقي عباس خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ظهر الجمعة المقبل الموافق 23 من الشهر الجاري. وحرص الرئيس الفلسطيني على التقليل من توقعات الجمهور في شأن الخطوة الفلسطينية في المنظمة الدولية، قائلاً: «لسنا ذاهبين لنأتي بالاستقلال، سنعود للتفاوض على بقية القضايا ... يجب أن لا نرفع توقعاتنا ونقول (إننا) سنرجع بالاستقلال». وحض على الابتعاد عن خيار العنف، محذراً من أن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى جر الفلسطينيين إلى العنف من أجل تقويض مساعيهم السياسية الشرعية. وقال: «كل التحركات يجب أن تكون سلمية، يجب أن نبتعد بكل قوة عن أن يجرونا إلى مواقعهم، إلى حيث يريدون. هم يريدون أن يبعدونا عن السلمية، فلا تعطوهم الفرصة، لا تعطوهم الذريعة». وأضاف: «كل ما نريده هو دولة، مقعد في الأممالمتحدة، وأي خروج عن السلمية سيضرنا وسيخرب مساعينا». وجدد التأكيد على أن خياره بعد اللجوء إلى الأممالمتحدة هو العودة إلى المفاوضات في حال توفر الأساس لذلك، مثل المرجعية الدولية المتمثلة في قرارات الأممالمتحدة، ووقف الاستيطان. وقال عباس: «ذاهبون إلى الأممالمتحدة لنضع العالم أمام مسؤولياته، حاملين غصن الزيتون الذي حمله الراحل ياسر عرفات قبل 63 سنة، ونرجو أن لا يسقطوه من ايدينا». وأعلن أن عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين بلغ اكثر من 126 دولة، وهو ما قال انه يشكل ثلثي دول العالم، مضيفاً أن «الثلث الباقي معترف بنا، لكن لا توجد لدينا فيه سفارات». وتابع أن السلطة الفلسطينية أنجزت بناء مؤسسات الدولة وإنها حازت شهادة المؤسسات الدولية في ذلك، وآخرها شهادة البنك الدولي الشهر الجاري. واعتبر عباس «أننا أمام مهمة صعبة، ولا تجوز الاستهانة بالعقبات». وأضاف: «في اليوم التالي، لن ينتهي الاحتلال، لكن سنكون حصلنا على اعتراف العالم أن دولتنا محتلة وأن ارضنا محتلة وليست متنازعاً عليها». وقال إن إسرائيل تعد وسائل جديدة لمحاربة الفلسطينيين، منها إطلاق المستوطنين للاعتداء على الشعب، وتدريب الكلاب على القيام بهذه المهمة، وإطلاق الخنازير البرية لتعيث فساداً بالحقول». وأكد عباس أن الحصول على عضوية في الأممالمتحدة لا يهدف «إلى عزل دولة إسرائيل بل إلى عزل سياستها وإلى عزل الاحتلال». كما اكد أن التوجه إلى الأممالمتحدة لا يمس منظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى أنها ستبقى حتى تحقيق الاستقلال الناجز والكامل، وحتى تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، خصوصاً حل قضية اللاجئين. «حماس»: خطوة منفردة تتضمن مخاطر كبيرة وفي غزة، اعتبرت حركة «حماس» امس أن إعلان الرئيس الفلسطيني توجهه إلى الأممالمتحدة لطلب عضوية لدولة فلسطين هو «خطوة منفردة» تتضمن «مخاطر كبيرة». وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري لوكالة «فرانس برس» إن «المبررات التي قدمها عباس لذهابه إلى الأممالمتحدة هي مبررات غير مقنعة وغير مقبولة لنا في حماس أو شعبنا الفلسطيني، والمخاطر التي تتضمنها هذه الخطوة هي مخاطر كبيرة ويمكن أن تمثل مساً بالحقوق الوطنية كحق العودة وحقنا في المقاومة وحق تقرير المصير».