دمشق - أ ف ب - حمّل «لواء الضباط الأحرار»، أول تجمع للضباط والجنود المنشقين عن الجيش السوري، أنقرة «المسؤولية الكاملة» عن تسليم مؤسسه المقدم حسين هرموش إلى دمشق، بعدما بث التلفزيون السوري الرسمي مساء أمس «اعترافات» الضابط المنشق الذي لجأ إلى تركيا قبل أن تتردد معلومات متضاربة عن اعتقاله نهاية الشهر الماضي. ورجحت مصادر في المعارضة أن تكون الاستخبارات السورية قامت باختطاف هرموش من تركيا التي لجأ إليها إثر انشقاقه عن الجيش بداية حزيران (يونيو) الماضي احتجاجاً على أعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الأسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش وتكر السبحة من بعده. وتمكن هرموش من مغادرة سورية وشكل «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين حذوا حذوه وانشقوا عن الجيش من بعده. والأسبوع الماضي، توفي شقيقه محمد هرموش (74 سنة) بينما كان محتجزاً لدى قوات الأمن التي قامت باعتقاله في شمال غربي سورية، كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأصدر «لواء الضباط الأحرار» بياناً حمّل فيه الحكومة التركية «المسؤولية الكاملة عن اعتقال المقدم حسين هرموش وتسليمه» إلى دمشق، مؤكداً أنه إذا كانت تركيا عاجزة عن حماية الضباط المنشقين اللاجئين لديها، فسيطلب جعل حمايتهم من مسؤولية الأممالمتحدة. وقالت الحركة في بيانها: «نحن حركة الضباط الأحرار المنشقة عن الجيش العربي السوري نحمل الحكومة التركية المسؤولية الكاملة عن اعتقال وتسليم المقدم حسين هرموش الذي اختفى في 29 الشهر الماضي». وأضاف البيان: «نحن وإذ لم نحصل على أي استجابة من الحكومة التركية حتى حينه أو نفي أو حتى تأكيد الخبر، نذكر الحكومة التركية بأنها بذلك تكون قد خالفت القوانين الدولية في ما يتعلق بالضباط والجنود وحقهم في الحصول على الحماية الكاملة لأي دولة يصلون إليها». وتابع: «كون المقدم حسين هرموش تحت حماية الحكومة التركية، فإن من مسؤوليتها الكاملة الكشف عن مصيره أو سنضطر إلى اللجوء إلى القوانين الدولية والأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان للوقوف على الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة التركية بحق اللاجئين السوريين عامة والضباط والجنود خاصة من خلال تسليمهم أو تضييق الخناق عليهم». وأوضح أن «الضباط لجأوا الى تركيا لتأمين الحماية لهم فغدوا مهددين من قبلها»، مضيفاً أنه «إذا كانت الحكومة التركية عاجزة عن تأمين الحماية للاجئين السوريين فإننا نطالب بنقل أوضاعنا لتكون تحت إشراف الأممالمتحدة الكامل». وأعرب البيان عن الأسف ل «التصرف التركي غير المسؤول الذي يضع حياة اللاجئين على المحك»، معتبراً أن تركيا «وضعت بهذا نفسها في موقف المعادي للشعب السوري وفي شكل واضح، فدماء السوريين ليست مجالاً للتفاوض بين أي حكومة أو جهاز أمني وليست مجالاً للصفقات». من جهة أخرى، أعلنت «سانا» أن التلفزيون الرسمي سيبث غداً «اعترافات جاسوس إسرائيلي شارك في تسهيل اغتيال عماد مغنية» القيادي العسكري في «حزب الله» الذي اغتيل في دمشق في تفجير سيارة مفخخة في شباط (فبراير) 2008، ويتهم الحزب إسرائيل بقتله. وقالت الوكالة: «يبث التلفزيون السبت بعد نشرة أخبار الثامنة والنصف مساء اعترافات جاسوس إسرائيلي يكشف بعض خيوط المؤامرة على سورية وكيف شارك في تسهيل اغتيال الشهيد عماد مغنية وكيف يعمل الجواسيس تحت جنح الظلام لزرع الفتنة واغتيال المقاومين وإغراق البلاد بالفوضى». وأرفقت الوكالة الخبر بصورتين الأولى للمقدم هرموش والثانية للجاسوس المفترض، وذلك أثناء إدلائهما ب «اعترافاتهما». واثر اغتيال مغنية، أعلنت سورية فتح تحقيق في الحادث، مؤكدة على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني منوشهر متكي أن التحقيق «سيثبت بالدليل القاطع الجهة التي تورطت في هذه الجريمة ومن يقف خلفها»، وان نتيجته ستعلن «قريباً»، غير أنه بعد مرور ثلاث سنوات ونصف على الاغتيال لم تعلن دمشق نتيجة التحقيقات بعد.