واشنطن، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز – حض وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس، باكستان على التصدي ل «شبكة حقاني» التابعة لحركة «طالبان» والمقربة من تنظيم «القاعدة»، والتي حملها مسؤولية الهجوم الضخم الذي استهدف لمدة 19 ساعة مقر قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) والسفارة الأميركية في كابول الثلثاء الماضي، وأسفر عن 15 قتيلاً على الأقل، وكذلك انفجار شاحنة مفخخة في ولاية ورداك (غرب) السبت الماضي، حين جرح 77 جندياً أميركياً. وقال بانيتا متحدثاً الى صحافيين على متن طائرة أقلته الى سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا: «طلبنا مرات من الباكستانيين استخدام نفوذهم لمنع شن هجمات مماثلة لتلك التي تنفذها شبكة حقاني، ولم نحقق إلا تقدماً طفيفاً جداً في هذا المجال». وتابع: «لن أقول لكم كيف سنرد لكننا لن نسمح بتكرار هجمات الشبكة التي تقلقنا كثيراً لأنها تقتل جنودنا ومدنيين، ولأن منفذيها يفرون عائدين الى ملاذ آمن في باكستان، وهذا غير مقبول». لكن المسؤولين الباكستانيين رفضوا تحذير بانيتا من مواجهة القوات الأميركية متشددين يعيشون في باكستان ويشنون هجمات داخل أفغانستان، مشددين على عدم وجود دليل على حدوث هذه العمليات عبر الحدود. وأكد هؤلاء أن قوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية ملاحقة المتشددين في حال دخولهم أفغانستان، وقال أحدهم رافضاً نشر اسمه: «نستخدم كل مواردنا لمكافحة الإرهاب، ولا دليل على شن شبكة حقاني هجمات من الأراضي الباكستانية». وصرح مسؤول كبير في الحكومة الباكستانية يشارك في وضع السياسة الدفاعية بأنه «إذا فعل المتشددون شيئاً داخل أفغانستان فيجب أن تمنعهم القوات الأفغانية والغربية عند الحدود»، مضيفاً: «يتركون أي شخص يعبر الحدود من جانبهم بلا رقابة، ثم يقولون إن باكستان لا تفعل ما يكفي». وقد تفاقم التصريحات التوتر القائم في العلاقات بين الدولتين الحليفتين، والتي تدهورت بعدما قتلت قوات أميركية في عملية أحادية الزعيم السابق ل «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية مطلع أيار (مايو) الماضي. الى ذلك، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جورج ليتل بأن زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي توعد في تسجيل مصور بث هذا الأسبوع الولاياتالمتحدة ب «شتاء موحش» بعد الربيع العربي، «لا يزال موجوداً على ما يبدو في باكستان». وكان بانيتا أعلن خلال زيارته كابول في تموز (يوليو) الماضي أن الظواهري موجود في منطقة القبائل الباكستانية المحاذية للحدود مع أفغانستان، ودعا إسلام آباد الى الالتزام بمطاردته. ورداً على ذلك، طلبت باكستان من الولاياتالمتحدة تقاسم المعلومات الاستخباراتية عن الظواهري ل «تنفيذ عمليات محددة الأهداف». ميدانياً، قتل 26 شخصاً على الأقل وجرح 50 آخرون لدى تفجير عبوة ناسفة خلال جنازة زعيم شكلت قبيلته ميليشيا لمحاربة «طالبان» في بلدة جندول بمنطقة دير السفلى القلية (شمال غرب). وكان الجيش الباكستاني طرد عناصر «طالبان» من المنطقة بعد عملية عسكرية واسعة نفذها في كل أنحاء إقليم وادي سوات عام 2009.