عن دار «الوفاء» في الإسكندرية صدرت رواية للكاتب السوري عدنان فرزات بعنوان «رأس الرجل الكبير». وتتناول الرواية قضية الإثراء المفاجئ وغير المشروع الناجم عن المتاجرة بالتاريخ وتزويره، وظهور طبقات فاسدة جراء ذلك. تدور الأحداث في مدينة حلب، من خلال شخصية ذات تركيبة غريبة، يتحول صاحبها من أدنى طبقات الفقر إلى أعلى درجات الثراء، ليصبح رجل الاقتصاد الأول في المدينة، مما يضطره لأن يكون حارساً لزعامات سياسية لكونها سهلت له درب الثراء غير المشروع، فكان يتوجب عليه أن يدفع الثمن بأن يكون الحامي لها. وتتطرق الرواية جانبياً إلى الحراك السياسي الحاصل الآن في سورية. وهذا أول عمل سردي يتعرض لهذا الحراك، بحيث يرصد نبض الشارع في الأحياء الشعبية في حلب، واختلاف هذا النبض عند رجال الأعمال، مما يشكل علاقة شائكة بين هيمنة الاقتصاد على هؤلاء، والرغبة في الانعتاق لدى العامة البسطاء. ويمر الراوي في أحياء حلب راصداً ملامح المدينة بعراقتها وخط مسير الحياة الاجتماعية والثقافية فيها. ويقع بطل العمل الثري في تناقض كبير بين كونه ثرياً فاسداً، وبين ضميره لكونه من طبقة فقيرة يشعر بآلامها، فيعود إلى غرفته المتواضعة التي كان يعيش فيها في بداية حياته ليمضي أسبوعاً من كل عام متجولاً بين الأحياء الفقيرة يوزع المال على ساكنيها في ما يطلق عليه اسم «أسبوع الفقراء».