دافعت الحكومة الانتقالية في مصر أمس عن قرار تمديد وتفعيل قانون “الطوارئ”، وأكدت أن القرار “موقت لحين استقرار الأمور” في البلاد، فيما هدّد قياديون في جماعة «الاخوان المسلمين» بتنظيم تظاهرات احتجاج وتقديم «شهداء جدد» اذا لم يبدأ هذا الشهر التحضير لاجراء الانتخابات التشريعية المرتقبة في البلاد. وجاءت التطمينات الحكومية استباقاً لتظاهرات ينوي نشطاء تنفيذها غداً الجمعة تحت مسمى «جمعة لا للطوارئ». وذكرت مصادر عسكرية ان قوات الجيش والشرطة ستخلي ميدان التحرير مساء الخميس في حال أصرت القوى السياسية النزول إلى الشارع في تظاهرات. لكن في الوقت نفسه سيتم تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المناطق والمنشآت الحيوية في البلاد. ودعا ناشطون أمس إلى التظاهر الجمعة المقبلة تحت شعار «لا للطوارئ»، للتأكيد على رفض تعديلات قانون الطوارئ واستخدامها لقمع الثورة وترهيب الشعب المصري. ودعا اتحاد «شباب الثورة» و»تحالف ثوار مصر» الى المشاركة بقوة في التظاهرات الجمعة ضد تمديد قانون الطوارئ، فيما رجحت حركة شباب «6 أبريل» اتخاذ قرار بالمشاركة. من جانبها، سعت الحكومة الانتقالية في مصر إلى تهدئة غضب القوى الشبابية، وأكد وزير الإعلام المصري أسامة هيكل أمس أن تفعيل قانون الطوارئ جاء بشكل موقت، لحين استقرار الأمور، وأعلن أن مجلس الوزراء أصدر توصية بإحالة القضايا الخاصة بالبلطجة على محكمة أمن الدولة طوارئ وليس إلى المحاكم العسكرية. في غضون ذلك، التقى ليل أول من أمس 6 من مرشحي الرئاسة هم: عمرو موسى، محمد البرادعي، محمد سليم العوا، حمدين صباحي، عبدالمنعم أبو الفتوح، حازم صلاح أبو اسماعيل لبحث الأوضاع الحالية في البلاد. وتبادل مرشحو الرئاسة في لقائهم الآراء حول الأحداث الراهنة في مصر، وسبل مواجهة التحديات التي يتعرض لها المجتمع المصري في المرحلة الحالية. الى ذلك، نقلت «رويترز» عن عضو المكتب الاداري ل»الاخوان المسلمين»حسن البرنس في اجتماع جماهيري بمدينة الاسكندرية على ساحل البحر المتوسط ليل الثلثاء ان الجماعة ستعتبر شرعية الفترة الانتقالية الحالية منتهية بحلول 27 أيلول (سبتمبر) اذا لم يفتح باب الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشورى. وأضاف: «تربينا في الاخوان على الشهادة. ومستعدون لتقديم الشهداء من جديد. والتظاهرات والاعتصامات بالميدان (ميدان التحرير بالقاهرة) ستعود من جديد ان لم يخضع الجميع لارادة الشعب وعلى رأسهم المشير (محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة)». وحذرت الجماعة من ان قانون الطوارىء يمكن أن يستعمل مرة أخرى ضد السياسيين. وقال البرنس: «ستتم الانتخابات في ظل قوانين عادية ولن نسمح باجرائها في ظل قانون الطوارئ». وانتقد أمين «حزب الحرية والعدالة»، الجناح السياسي للجماعة، بالاسكندرية حسين ابراهيم أداء الحكومة الحالية قائلا ان هناك «محاولات لسرقة الثورة من خلال الثورات المضادة. والشعب المصري لن يسمح بذلك أو بالتجاوزات التي سبقت الثورة ومنها حملات الاعتقالات (ضد قيادات وأعضاء في الجماعة)». ورفض القيادي في الجماعة صبحي صالح محاولة المجلس الاعلى للقوات المسلحة وضع مواد فوق الدستور يقول سياسيون انها محاولة لاستمرار سلطة المجلس العسكري بعد الانتخابات. من جهة أخرى، حذر عصام العريان نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة» الذي أسسته جماعة «الاخوان» رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان من سعي بلاده للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط على رغم الترحيب الحماسي الذي لقيه في بداية جولته بالمنطقة. وقال العريان: «نرحب بتركيا ونرحب بأردوغان كزعيم متميز من زعماء المنطقة، ولكننا لا نرى انه او بلاده تستطيع لوحدها قيادة المنطقة او رسم مستقبلها». واضاف: «البلاد العربية لا تحتاج الى مشاريع خارجية. هذا يجب أن يأتي من داخل الانظمة العربية بخاصة وأنه بعد الثورات ستكون الانظمة ديموقراطية». لكن العريان أثنى في الوقت نفسه على النجاحات السياسية التي حققها اردوغان في بلاده من خلال انتخابات حرة ونجاحه في بناء اقتصاد قوي ودعمه للقضايا العربية. كما على تعامل اردوغان مع القضية الفلسطينية. وقال العريان ان رئيس الوزراء التركي التقى بأعضاء من حزب الحرية والعدالة. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية التركية ان اردوغان عرض المساعدة اذا طلبت منه. واضاف: «لا نقول اننا سنأتي ونعلمكم ماذا تفعلون لكننا نقول اننا سنساعدكم اذا اردتم».