قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز طلب منه أن تساهم تركيا في بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وردّ على سؤال خلال حفلة عشاء أقيمت على شرفه أول من أمس في شأن المفارقة بين مواقفه الصلبة تجاه إسرائيل وبيريز وعضوية تركيا في حلف الاطلسي (ناتو) ومسعاها الى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بأن «لقاءه بيريز في منتدى دافوس لم يكن الأول، بل إنه سبق أن طلب مني مساعدة تركيا في بناء مستوطنات في الضفة (...) تخيّلوا بيريز طلب مني مساعدته لبناء مستوطنات في الضفة لتوفير مساكن إضافية لليهود الذين غادروا قطاع غزة الى الضفة». وأوضح أردوغان أنه عندما تواجه مع بيريز في دافوس كان الأخير يحاول أن يبدو مناصراً للسلام، وهذا لم يرُقْ لأردوغان، لأن بيريز لم يكن صادقاً في مسعاه الى السلام. وأضاف: «عندما كنت أواجه بيريز في دافوس، كانت تدور في مخيلتي صورة الطفل الفلسطيني الذي يحاول الاختباء وراء والده هرباً من الرصاص الإسرائيلي (في إشارة إلى الطفل محمد الدرة)، لقد ظهرت تلك الصورة أمامي ووجدت بيريز يرفع صوته، فقلت له لا ترفع صوتك، أنا صوتي جهوري وأستطيع أن أرفعه أعلى منك بكثير، أنتم تقتلون الأطفال. ومس كلامي أطراف أعصاب بيريز، فتوتر وتعصب، وإثر تطور الوضع غادرت المكان». وشدد على أن تركيا لن تغيّر سياستها ما لم تغير إسرائيل سياستها، وقال: «يجب أن تعتذر عن حادث مرمرة وتدفع تعويضات وترفع الحصار عن غزة، وما لم تقم بتلبية تلك الشروط الثلاثة، فلن تعود العلاقات بيننا لسابق عهدها». وفي ما يخص الاتحاد الأوروبي وعضويته، قال أردوغان: «ندرك الأسباب التي تمنعهم من قبول عضوية تركيا، لكن تركيا لن تخسر شيئاً من رفض أوروبا عضويتنا، فالأوروبيون سيكونون في النهاية الخاسرين وليس نحن، لأن خسارة تركيا تعني خسارة جسر يربطهم ببليون ونصف بليون مسلم». وأشار أردوغان إلى أن زيارته الحالية لمصر تأتي في مرحلة تاريخية مهمة تقود مصر فيها حملة التغيير في العالم العربي، وقال إنه مر على ميدان التحرير مرات خلال زيارته لمصر، وكلما كان يمر من الميدان كان يتساءل كيف ستذكر كتب التاريخ ميدان التحرير وما حدث فيه؟ قائلا: «إنني أهنئ وأبارك هذه الحملة، حملةَ التغيير السلمية، وكلَّ المشاركين في ميدان التحرير، وأهنئ كل من عرق جبينه على طريق الديموقراطية»، مضيفاً: «الثورة التي انطلقت من ميدان التحرير في مصر لن تقتصر على مصر فقط بل ستشمل المنطقة بأسرها (...)، التغيير دخل طريقاً لا عودة عنه، وهو مسار طويل، لكن الشعب المصري يجب أن يتمسك به ويستمر فيه إلى أن تتحقق الأهداف المرجوّة من الثورة». وقال: «يجب ألاّ ينحرف هذا المسار ويذهب ضحية للآمال البسيطة والحسابات القصيرة، ويجب أن يتم الحفاظ على الحوار بين كل مركبات الشعب المصري»، داعياً الى التحضير الجيد للانتخابات المقبلة قبل خوضها. وعن تقييد الحريات في تركيا بعد وصول الاسلاميين للسلطة، قال: «ما يحدث هو عكس ذلك، ففي مصر يمكن الطالبات دخول الجامعة بالحجاب بكل راحة، وكذلك دخول مؤسسات الحكومة، لكن ذلك الأمر لا يزال ممنوعاً في تركيا». وأوضح أن بناته لم يستطعن دخول الجامعة لأنهن محجبات، ما دفع به إلى إرسالهن للخارج لاستكمال التعليم. من جهة اخرى، أعرب وزير الإعلام والشتات الإسرائيلي يولي ادلشتاين أمس عن الأمل في أن «تكون الغلبة في النهاية للعقل» في تركيا إثر الأزمة الديبلوماسية الحادة القائمة بين الحليفين الاستراتيجيين السابقين. في الوقت نفسه، أبدت غالبية كبرى (64 في المئة) من الإسرائيليين في استطلاع للرأي معارضتها تقديم الاعتذارات التي تطالب بها تركيا عن مقتل تسعة أتراك خلال هجوم وحدة الكوماندوس الإسرائيلية على سفينة متجهة الى قطاع غزة عام 2010.