منذ الأحد الفائت وقبله، لا تزال التلفزة الأميركية وتلفزات العالم معها ومن بعدها، تصب اهتمامها على ما حدث في نيويورك في ذلك اليوم الأيلولي الكئيب من عام 2001. للمناسبة عرضت شرائط كثيرة عن تدمير الطائرات برجي مركز التجارة العالمي. وجرى حديث مكثف عما حدث لطائرة «يونايتد 93» التي لم تكمل طريقها فسقطت في ماساشوستس بفضل «نضال ركابها الذين تحولوا انتحاريين بدورهم»، بل عرضت محطات تلفزيونية كثيرة فيلماً روائياً بات شهيراً حول هذه الطائرة. فهل نسيت التلفزات شيئاً؟ نعم، بالتأكيد: الرحلة 77 التي تكاد الآن تكون خارج الاهتمام. وهي رحلة الطائرة التي سقطت في واشنطن على مبنى البنتاغون (وزارة الدفاع) ويبدو أن السلطات الأميركية تفضّل تجاهل هذه الرحلة بالذات! ومن هنا بدا طبيعياً أن تهتم محطة فرنسية بإعادة الاعتبار إلى تلك الطائرة وما حدث لها. المحطة هي «فرانس 3»، التي تبث مساء اليوم فيلماً عنوانه «الرحلة 77» وهو وثائقي من إخراج كريستوف فيبر عن فكرة لدانيال ليكونت... والطريف أن هذه الطائرة التي أصابت قدس أقداس العسكرية الأميركية، كانت ولا تزال تشكّل حجر الأساس في الحكايات التخريفية التي طلع بها فرنسيون وغيرهم أرادوا دائماً أن «يؤكدوا» عبرها أن في الأمر «مؤامرة» أميركية لا أكثر ولا أقل، وهذا الأمر يشكل جوهر هذا الفيلم على أية حال. * «فرانس 3»، 20,10 بتوقيت غرينتش.