طالب رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم وهيئة دوري المحترفين بجدولة مواعيد صرف إيرادات الأندية للموسم الواحد بتواريخ محددة؛ من أجل الإسهام في مساعدة الأندية على التخطيط السليم للموسم الرياضي. وأبدى المدلج في حواره ل«الحياة» تذمره من جدولة دوري زين للموسم الماضي، واصفاً إياه بأنه كان «الأطول في العالم»، مشيراً إلى جاهزية فريقه للموسم المقبل، فإلى الحوار: مع انطلاقة منافسات دوري زين للمحترفين وانقضاء الجولة الأولى كيف كانت استعداداتكم لهذا الموسم؟ - بدأنا الاستعداد قبل رمضان بنحو عشرة أيام؛ لاسترجاع المخرون اللياقي للاعبين بعد الراحة التي نالوها إثر موسم شاق وطويل، ومع مطلع رمضان وصل مدرب الفريق وبدأ مرحلة الإعداد الفعلي، وخلال هذه المرحلة استغللنا دعوة حبيبة على قلوبنا من الأخ فهد المعمر والإخوة القائمين على دورة المصيف التي أتمنى أن تستمر في السنوات المقبلة، برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وتدريباتنا في الطائف كانت جيدة، وأسهمت في إكمال استعدادنا بالشكل المطلوب. هل أثر شهر رمضان في نوعية الاستعداد؟ - الأجهزة الفنية غالباً ما تبدي قلقها من جوانب التغذية، ولكن - بمشيئة الله - استطعنا التغلب عليها، خصوصاً في ظل اهتمام وحرص اللاعبين على الالتزام بالبرامج الموضوعة لهم. بعض اللاعبين كانوا سعداء ببداية الدوري بعد رمضان؛ نظراً إلى الصيام، لكن ما لاحظناه هذا الموسم هو المشاركة في بطولات ودية في الشهر ذاته؟ - دورة المصيف ليست بطولة رسمية بل بطولة صداقة أكثر من أي شيء آخر، وهي أفضل من البطولات الودية؛ لوجود حكام رسميين وجدولة منظمة وتنظيم يغلب عليه الطابع الرسمي، والكل يسعى إلى الانتصار وتحقيق كأس البطولة، لكننا لا نغفل أنها كانت مرحلة إعدادية. يتمتع الفيصلي بالاستقرار الفني عبر استمرار المدرب زلاتكو في منصبه؟ هل تعتبر ذلك من عوامل التفوق بالنسبة إليكم؟ - جميع اللاعبين يعون ومتفهمون لمنهجية المدرب، وكذلك اللاعبون الأجانب الكرواتيون؛ كون المدرب هو مَن اختارهم بنفسه، وأيضاً العناصر الجديدة جميعهم تأقلموا مع أسلوب المدرب، وهذا بالطبع يصب في مصلحة الفريق. وماذا عن الجانب الإداري؟ - بصراحة - ولله الحمد - نحن نملك جهازاً إدارياً متميزاً، وأيضاً أعضاء شرف مخلصين لهذا النادي، وفي هذه المناسبة أود شكر رياض العبدالكريم الذي حضر معنا في معسكر الفريق في الطائف، وكذلك أعضاء الشرف الذين تركوا أعمالهم وحضروا معنا في الطائف في فترة الإعداد ووقفوا على آخر استعدادات الفريق. وفيما يخص الإشراف العام على الفريق الأول فسيتبع رئيس النادي، وأضفنا هذا الموسم منصباً جديداً هو مدير مطابقة الانتقال والاحتراف، وسيتولى ذلك رئيس المركز الإعلامي عبدالمحسن المعمر، ونحن في انتظار موافقة الاتحاد السعودي على تعيينه. لوحظ في الموسم الماضي تراجع أداء الفريق في الجولات الأخيرة وهبوط مستواه بشكل مفاجئ؟ - منذ بداية إعدادنا للفريق الموسم الماضي إلى آخر مباراة في الموسم كان الدوري يمتد قرابة 12 شهراً، وهو أول دوري يصل إلى هذا المدة في العالم، واللاعب بشر ولا يستطيع أن يتحمل شيئاً أكبر من قدراته، ولاعبونا لم يتعودوا على مثل هذه المدة، وهناك فرق لم تبدأ بقوة؛ ما جعلها تلحق أخيراً، أما نحن فعانينا في المراحل النهائية. هناك مَن ربط تفوق الفيصلي بتدني مستوى الفرق الأخرى؟ - هذا غير صحيح؛ فقد كنا في قمة عطائنا قرابة 75 في المئة من الدوري، وكنا نقارع كل فرق الدوري دون تحديد اسم معين، لكن طول الموسم الرياضي تسبب في تدني المستوى آخر الدوري، وهذا الأمر لم يعانِ منه الفيصلي فقط بل أغلبية الفرق؛ ففي كأس الأبطال مثلاً كانت الفرق تقدم مستويات أقل مما قدمته في منتصف الدوري. هل طول الدوري هو السبب وراء تدعيم الفريق بسبعة لاعبين هذا الموسم؟ - بصراحة لم يكن البدلاء العام الماضي في مستوى الأساسيين؛ ما جعلنا نجتمع مع أعضاء مجلس الإدارة قبل وبعد نهاية الموسم لبحث الأمر، وتلقينا دعماً بقرابة ثلاثة ملايين و600 ألف ريال، وتم الاستفادة منه في استقطاب عدد من اللاعبين؛ ليكونوا دعامة للموجودين، وأيضاً للتجديد مع اللاعبين الذين انتهت عقودهم، وجميع اللاعبين الذين تم استقطابهم هذا الموسم تم اختيارهم بعناية فائقة، ولله الحمد، سواء من أجانب أو محليين. وفي المقابل كان هناك لاعبون لديهم الرغبة في مغادرة الفريق واللعب لفرق أخرى وتم الموافقة على طلبهم؛ فنحن لا نجبر أحداً على اللعب للفيصلي، ونحن في عالم الاحتراف، ولن نقف أمام أحد لا يريدنا. • ما طموحاتكم كإدارة خلال الموسم الحالي؟ - فهد المدلج وغيره من العاملين في النادي هم مسيّرون، وهناك محبون للفيصلي يدعمون بإخلاص، وهؤلاء نحن مطالبون بتحقيق رغباتهم؛ من أجل الارتقاء بالفيصلي إلى أن يكون في وضع احترافي ومركزي كبير، ونحن نعمل على الوصول بالفيصلي إلى ما نستطيع، وطموحنا لا حدود له، وهذا حق لأي عمل احترافي. ما موقفكم إزاء حقوق الأندية في النقل التلفزيوني؟ - نحن نحترم كل الأوامر التي تصب في مصلحة الكرة السعودية، ونحن متفائلون بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل، وأنا واثق بأن المرحلة المقبلة ستشهد نهضة للكرة السعودية في ظل وجود هذا الرجل، ويجب علينا جميعاً أن نتكاتف معه. كان لحافظ المدلج موقف من قضية النقل التلفزيوني فيما يخص حفظ حقوق الأندية؛ فكيف تراه؟ - حافظ يدافع عن جانب اقتصادي أو تمويلي للأندية الرياضية، ولم يكن ضد القرار، وهو أول مَن طالب بأن يرتقي التلفزيون السعودي بوسائل النقل؛ لكي يستطيع أن يحصل على الدوري السعودي؛ كون الدوري غالياً علينا جميعاً، وحافظ ومحمد النويصر يعملان على رفع دخل الأندية بتوجيه من الأمير نواف بن فيصل؛ كون الأندية المحترفة عندما تعتمد على نفسها من خلال النقل التلفزيوني سيوفر لها ذلك الراحة الكبيرة؛ فالنقل التلفزيوني هو «رقم واحد» في الإيرادات المالية، وإذا قل فسيكون عائقاً؛ لأن المال عصب الحياة، ونحن رؤساء الأندية نقدر العمل الذي تقوم به الهيئة، وبمشيئة الله خلال أسابيع ستصرف الهيئة كل مستحقات الأندية، خصوصاً إيرادات الفيصلي من الموسم الماضي. ما انطباعك تجاه جدول دوري «زين» الذي شهد بعض الانتقادات؟ - الجدول دائماً يكون نتيجة قرعة ومستويات، ونحن سنلاقي كل المستويات، سواء في أوله أو أوسطه أو آخره، وعندما تلاقي الفرق الأقوى، وأقصد بالأقوى التي ستشارك في دوري أبطال آسيا للمحترفين، في الأسابيع الأربعة الأولى، وتحصد منهم نقاطاً فبكل تأكيد سيكون هذا مكسباً جيداً. هناك مَن يتحدث عن استثمار الفيصلي من خلال الملاعب التي تم إنشاؤها أخيراً؛ فهلا حدثتنا عن ذلك؟ - بعد المكرمة الملكية التي تلقتها الرياضة السعودية من خادم الحرمين الشريفين، سعينا في نادي الفيصلي إلى الاستفادة منها في محاور عدة، أولها الحرص على تزيين وإعادة التصميم الداخلي للنادي، وإنشاء بعض المرافق، وهذا ما حدث. كما زرعنا الملعب الرديف بالعشب الطبيعي على أحدث المواصفات، وأنشأنا مدرجات وغرف تغيير الملابس وغيرها الكثير، كما جهزنا ملعبين بالأنجيلة الاصطناعية بمرافقها كافةً؛ لينتفع منها النادي في تدريبات البراعم والفئات السنية بشكل عام، كما قمنا باستثمارها، وفي خلال شهرين أصبح لدينا إيراد مادي أعتبره مناسباً جداً، ويغطي مصروفات العاملين في النادي. وجود صلة قرابة بينك وبين حافظ المدلج في هيئة دوري زين هل يشكل لك ضغطاً بوصفك رئيس ناد؟ - هو من المقربين إليَّ، وهو صديق عزيز على قلبي قبل القرابة، ولا يتدخل في أي أمر داخلي في الإدارة، ودائماً معنا في أفراحنا وأحزاننا، لكنه لا يوجد في النادي بحكم مسؤولياته الكثيرة في الاتحاد الآسيوي والهيئة وأيضاً في جامعة الإمام، وأحياناً لا نرى حافظ في مدينة حرمة على مدى أكثر من عامين. وعموماً الفيصلي يأخذ حقوقه كأي ناد آخر، ولو قيل إن حافظ يعامل الفيصلي معاملة خاصة؛ كونه في الهيئة؛ فهذا غير صحيح؛ إذ إن لدينا حقوقاً في الهيئة لم تصرف حتى الآن، واتصالي الدائم بشأن حقوق النادي يكون مع الرئيس التنفيذي للهيئة محمد النويصر أكثر من حافظ؛ منعاً لإحراجه. وبصراحة الهيئة تشكر على ما تقدمه لنا، وكان آخره التوقيع مع «طيران الإمارات» ب300 ألف ريال، وأيضاً التوقيع مع «عبداللطيف جميل» ب150 ألف في مقابل قرابة ستة أمتار لكل منهما في الملعب. • ماذا ينقصكم الموسم الحالي؟ - النواحي المالية هي الهاجس الأكبر لدى رؤساء الأندية؛ فهناك مقدمات اللاعبين وعقودهم وأمور عدة أخرى، ودائماً رئيس النادي في هاجس متواصل، وأنا عبر «الحياة» أناشد جميع القائمين على اللجنة المالية بالاتحاد السعودي وكذلك اللجنة المالية في هيئة دوري المحترفين، إعطاء الأندية تاريخاً معيناً ببرمجة مواعيد حقوقها التي تصل إليها؛ ليتسنى للأندية معرفة تواريخ إيراداتها، ولتبرمج عملها وتعاقداتها عليها؛ ففي هذه الحال سأكون محدداً إيراداتي خلال موسم كامل؛ وبالتالي أحدد مصروفاتي، وإلى الآن نحن لا نعرف متى يكون صرف كل إيرادات النادي من بيع ملابس أو حقوق نقل أو إعلان ودعاية أو غيرها؛ لذلك نطالب بالجدولة فقط.