استمرت مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي من الوضع في سورية ومسألة تمويل الحكومة اللبنانية للمحكمة الدولية محور سجال بين قوى 8 و14 آذار. وزار امس، وفد من قوى 14 آذار بكركي غداة عودة الراعي من فرنسا، وضم النواب مروان حماده وهنري حلو وانطوان سعد، والتقى الراعي النائب السابقة نايلة معوض. واستغرب الرئيس السابق للحكومة سليم الحص باسم «منبر الوحدة الوطنية» أن «تلقى مواقف الراعي اعتراضاً من بعض اللبنانيين الذين لا يرون الحقيقة إلا بمنظارهم الضيق». ووصف مواقف الراعي بأنها «تاريخية بكل معنى الكلمة، وعبرت عن نظرة وطنية موضوعية جامعة تصب في مصلحة قضايا لبنان والعرب في مضمونها القومي البناء». ورأى وزير الثقافة غابي ليون، في حديث الى إذاعة «صوت المدى» أن الراعي «عبَّر في مواقفه عن هواجس المسيحيين، وعن رؤية إستراتيجية واضحة تهمنا، ونعتز بهذا الموقف الذي يساعد على تشكيل شبكة أمان لحماية الوطن ولحماية المسيحيين فيه». ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية محمد رعد، أن «المعارضة في هذا البلد لا تريد الا العودة الى السلطة من موضع التحكم والتفرد والاستئثار، فنحن لم نخرج احداً من السلطة ولكن سوء مراهناتهم وتعاطيهم مع القوى السياسية والجماهير هو الذي أخرجهم من السلطة». وأعلن أن «الأبواب بقيت مفتوحة أمام عودتهم اذا ما راعوا وعملوا مراجعات لحساباتهم، لكن المكابرات تأكلهم وتدفعهم الى التردي والترهل، حتى وصل بهم الامر الى حد قطع آخر الجسور المتبقية مع الآخرين الذين يختلفون معهم، المنفذ الوحيد الذي كان يحقق تواصلاً معهم كان الرئيس نبيه بري بما له من مرونة في الاسلوب وحنكة في التعاطي مع الامور وقدرة في تدوير الزوايا، حتى هذا التواصل لم يعودوا يرغبون به». وشدد رئيس «حركة التجدد الديموقراطي» نسيب لحود في تصريح، على «ان المصلحة اللبنانية العليا ومصلحة الجماعات الدينية كلها من دون استثناء في هذه اللحظة الدقيقة التي تجتازها المنطقة العربية هي في الانحياز من دون أي تردد او التباس الى جانب النزعة المشروعة للشعوب العربية نحو الحرية والكرامة الانسانية وحقوق الانسان بعد عقود من الاستبداد والدكتاتورية والظلم والظلامية». وقال: «هذا الموقف المبدئي والأخلاقي والإستراتيجي لا يتناقض أبداً مع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من البلدان العربية، حيث يعود الى كل شعب من شعوب المنطقة حق تقرير مصيره بنفسه». واعتبر «أن تغليب الهواجس والمخاوف على المنطلقات والثوابت قد يؤدي أحياناً كثيرة الى عكس المبتغى منه». وأكد عضو كتلة «المستقبل» النيابية زياد القادري، في حديث الى «تلفزيون الجديد» ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ستدفع الثمن ومعها لبنان إذا لم تقر تمويل المحكمة الدولية»، ورأى ان «كلام الرئيس ميقاتي امس شديد الالتباس». وأكد ان «ليس وارداً الاشتباك السياسي مع بكركي، وكل الذين علقوا على كلام البطريرك لم يخرجوا عن الثوابت»، وقال: «لم أر في كل البلدان العربية التي تحصل فيها الثورات أي شعارات متطرفة». واعتبر عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي فريد الخازن، في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» ان «مسؤولية الاصطفاف الحاد بين الأطراف السياسيين تقع على القوى السياسية التي أخذت كلام الراعي الى مكان بعيد من مضمونه الحقيقي». وحيّا رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب الراعي على «مواقفه الوطنية والقومية لأننا نطمح عبره لدورٍ مهم للمسيحيين ليس على مستوى لبنان وسورية فقط، بل على مستوى كل المشرق العربي»، مثلما حيّا الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي « تحامل عليه الصغار كثيراً في الأشهر الماضية، معتبرين أن شتمه يساهم في تدميره، ولكن أتى هذا الرجل ليغيِّر كل مفاهيمنا بأننا أمة قوية قادرة على الانتصار ولا إمكان لإسرائيل أن تهزمها بعد الآن».