برلين، باريس، بازل - رويترز، أ ف ب - تبدي ألمانيا نفاد صبرها حيال اليونان العاجزة عن النهوض بماليتها العامة والاستغناء عن مساعدة شركائها، ولم تعد تستبعد إفلاسها وحتى خروجها من منطقة اليورو، وهو ما يدفع بالأسواق إلى الاهتزاز مجدداً. ورأى وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر أنه لم يعد يتعين استبعاد هذا الاحتمال. وقال لصحيفة «داي فلت» في عددها أمس: «من أجل استقرار اليورو، لم يعد من الجائز على المدى القصير منع التفكير ببعض الخيارات. وبينها في حال الطوارئ، الإفلاس المنظم لليونان». وتعد وزارة المالية الألمانية ذاتها أيضاً لهذا السيناريو، وفق أسبوعية «دير شبيغل» التي أكدت أن الوزارة وضعت سيناريوين: احتفاظ اليونان باليورو أو عودتها إلى التداول بالدراخما. وأقر ناطق باسم الوزارة أن أجهزتها، على غرار هيئات أخرى في الحكومة الألمانية، «منهمكة بدراسة تطورات محتملة» في اليونان. وأكد ناطق باسم روسلر أن برلين «تريد أن تبقى اليونان عضواً في منطقة اليورو»، لكنه رأى أن هذا البلد «وفى بتعهداته علانية مع قليل من الحزم». ودعا القادة الأوروبيون بمن فيهم الألمان أثينا إلى «تطبيق التزاماتها بالكامل»، على ما أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أمس، وسط ذعر الأسواق حيال احتمال إفلاس الدولة اليونانية. وقال تريشيه متحدثاً نيابة عن مجموعة المصارف الأوروبية الكبرى إن «المؤسسات الدولية والمفوضية (الأوروبية) بالتعاون مع البنك المركزي الأوروبي تدعو الحكومة اليونانية بحزم» إلى الوفاء بالتزاماتها الإصلاحية، بعد اجتماع في «بنك التسويات الدولية» في بازل بسويسرا. ورأى تريشيه أن الأمر سيصب «في مصلحة الاقتصاد اليوناني والشعب اليوناني». ونفى وزير المال الفرنسي فرانسوا باروان أن تكون المصارف الفرنسية في أزمة بعدما ألقت مخاوف من انكشافها على الدين اليوناني بظلال على أسهم كبرى المصارف الفرنسية. وقال باروان لوكالة «رويترز»: «لا أزمة في البنوك لأن المتأثرين حالياً في السوق لديهم كل السبل الضرورية لطرح الحلول».