تجددت معاناة التأشيرات، لتطل بوجهها على الطلاب السعوديين المبتعثين للدراسة في الولاياتالمتحدة الأميركية، بعد سنوات كادت أن تُطوى فيها هذه المشكلة التي أرقت مضاجعهم. وذلك بعد أن بدأت السفارة الأميركية، في تعليق قرارها بالسماح لعدد من الطلاب بالعودة إلى الولاياتالمتحدة من السعودية بعد أن جاءوا إليها خلال إجازة الصيف، لزيارة ذويهم، وتجديد جوازات سفرهم، وأيضاً تجديد تأشيرة الدراسة. إلا أن السفارة الأميركية، لا تزال تعلق موافقتها على تجديد التأشيرة، مرجية الأمر إلى «وقت آخر». فيما خسر عدد من الطلاب فرص إكمال الدراسة خلال الفصل الدراسي الحالي، آملين أن تقوم القنصلية الأميركية بتجديد التأشيرات، وتسليمهم جوازاتهم في «أسرع وقت ممكن»، حتى يمكنهم إكمال دراساتهم الأكاديمية، خصوصاً أن بعضهم بقي عليه فصول قليلة لتخرجه. فيما لا يزال عدد من المبتعثين الجدد ينتظرون الموافقة على تأشيرات السفر لأول مرة. ولجأ آخرون إلى تحويل بعثاتهم الدراسية إلى بلدان أخرى. وقال الطالب علي حسين، الذي عاد إلى المملكة قبل نحو ثلاثة أشهر، أثناء الأجازة الصيفية: «عدت لزيارة أهلي، والاطمئنان عليهم، وكذلك تجديد جواز سفري السعودي، وتجديد التأشيرة»، مبيناً أنه قام بتسليم جواز سفره إلى القنصلية الأميركية في الظهران، «ولم استلم جوازي حتى الآن، وأقوم بمراجعة القنصلية إلكترونياً. إلا أن الجواب الوحيد الذي أتلقاه أن «الجواز لا يزال تحت الإجراء»، مبيناً أنه أنهى «أربع سنوات دراسية، وبقيت ليّ سنة دراسية واحدة فقط». وأخبر علي، موظف القنصلية بضرورة «التعجيل في تجديد التأشيرة، بسبب ضيق الوقت، لإكمال الدراسة. وطُلب مني إثبات بذلك، فقمت بمخاطبة موظف في الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن، وأرسل لي خطاباً يثبت أنني لا أزال طالباً، وسلمت خطاب الملحقية إلى القنصلية، ولكن لم يتم تسليمي الجواز حتى الآن»، لافتاً إلى أنه سيقوم بحذف هذا الفصل الدراسي «لعدم تمكني من العودة، وحتى لا يتم احتسابي راسباً في الجامعة التي أدرس فيها». وتكرر الأمر مع أحد زملاء علي، وذلك بعد أن علقت القنصلية طلب تجديد تأشيرته. فيما وافقت على تجديدها لزوجته، ما دعاها إلى مغادرة المملكة إلى أميركا بمفردها، لإكمال دراستها الأكاديمية. فيما بقي هو وحيداً، بانتظار الموافقة على تجديد تأشيرته. وهو الأمر الذي دعاه كذلك إلى حذف الفصل الدراسي. فيما تسبب التعليق في «آلام نفسية بالغة» له، بحسب قوله. وكانت قضية تجديد التأشيرات التي يواجه بعض الطلبة صعوبة في تحصيلها، ما أدى إلى تعطيل إكمال دراستهم الجامعية، بدأت منذ سنوات الابتعاث الأولى، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الطلبة السعوديين إلى الامتناع عن زيارة المملكة لسنوات عدة، خشية على مستقبلهم الدراسي. فيما حرم عدد من الطلاب فرصة إكمال الدراسة حتى الآن. بعد أن رفضت السفارة الأميركية تجديد تأشيراتهم. وسرد طلاب سعوديون، معاناتهم ومشاكلهم المختلفة عبر المواقع الإلكترونية، ومنها مواقع أسسها طلاب حول هذه المشكلة تحديداً قبل نحو ثلاث سنوات، وأطلقوا على أحدها «تأشيرتي تهدد مسيرتي». وأبان أحد المختصين، أن معاناة الطلاب تتمثل في «بقائهم في الولاياتالمتحدة، وعدم عودتهم إلى المملكة طيلة سنوات الدراسة، لخشيتهم من عدم تجديد التأشيرة. فيما تتمثل المعاناة الأخرى في عودتهم إلى المملكة، وعدم تجديد التأشيرات، ما يعني مواجهتهم لعدد من الاحتمالات حول إمكانية إكمال الدراسة، أو عدمها»، مشيراً إلى قصص «مؤلمة» واجهت طلبة سعوديين بسبب ذلك، منها «وفاة والد أحد الطلاب، وأحد أقربائه. ولم يستطع العودة إلى المملكة. فيما امتنع طالب آخر عن زيارة والدته المريضة بالسرطان طيلة فترة دراسته». «الخارجية الأميركية»: دقة المراجعة تؤخر صدور التأشيرات