على رغم معاناة كثر من أهل الفن هذا العام بسبب قلة عدد المسلسلات المنتجة مقارنة بالأعوام الماضية، نظراً لتداعيات ثورة «25 يناير» وما صاحبها من صعوبات إنتاجية وتسويقية، الأمر الذي تسبب في «بطالة» كثيرين، إلا أن أبناء الفنانين وأشقاءهم حطموا الأرقام القياسية في الوجود هذا العام، ولم يقتصر حضورهم على التمثيل فقط مثلما كان يحدث سابقاً، بل امتد إلى التأليف والإخراج. وفي الوقت الذي مرَّ وُجِود بعض هؤلاء مرور الكرام، أثبت البعض الآخر تميزاً لافتاً بعدما اكتسبوا خبرة خلّصتهم قليلاً من اتهام آبائهم لهم بتوريثهم الفن رغماً عن أنف الجمهور والقائمين على العملية الفنية. المؤلف الشاب أحمد أبو زيد، نجل المؤلف محمود أبو زيد، يثبت جدارته في ثاني تجربة له مع التأليف بعد « العار» في رمضان الماضي، من خلال مسلسل « آدم» لتامر حسني، والذي بدا متماسكاً بدرجة كبيرة، رغم إقحامه أحداثاً مقحمة غازل من خلالها الثورة، خصوصاً في ما يتعلق بالحماقات التي كان يرتكبها جهاز « أمن الدولة» المنحل بعد الثورة في وزارة الداخلية تجاه بعض الأشخاص لمجرد الاشتباه بهم. ورغم أن المؤلف أسند دوراً رئيساً لشقيقه كريم أبو زيد، إلا أنه تعرض إلى انتقادات شديدة ستدفعه حتماً إلى العودة إلى مجال الغناء والتلحين الذي كان يمارسه قبل فترة. الأمر نفسه، تكرر مع الملحن والمطرب أحمد سعد الذي أراد تقليد شقيقه عمرو سعد في التمثيل، فخاض التجربة من خلال مسلسل «احنا الطلبة» ولكن جاء أداؤه مفتعلاً بشهادات النقاد والجمهور، وطالبه كثيرون من خلال الكثير من المواقع الإلكترونية بالتركيز على الغناء والتلحين والابتعاد تماماً وفوراً عن التمثيل. في المقابل جاء أداء ريهام عبدالغفور ابنة نقيب الفنانين أشرف عبدالغفور، أكثر نضجاً في تجسيدها لشخصيتين متناقضتين تماماً: الأولى لفتاة رومانسية وحالمة وبريئة في «وادي الملوك» أمام سمية الخشاب وصابرين ومجدي كامل، والثانية لفتاة متمردة وأنانية في «الريان» أمام خالد صالح وباسم سمرة. وفي الوقت الذي هاجم الجميع إسناد أحد الأدوار الرئيسة في مسلسل «عائلة كرامة» لعمر نجل حسن يوسف وشمس البارودي، شاجبين كون والده الذي لعب بطولة العمل، أصر على فرض نجله على الوسط كممثل رغم عدم نجاحه في أعماله السابقة، لفتت دنيا ابنة سمير غانم ودلال عبدالعزيز الأنظار إليها في « الكبير قوي 2» - أمام أحمد مكي ومن إخراج أحمد الجندي نجل الفنان محمود الجندي- من خلال تجسيدها لشخصية الفتاة الصعيدية، وهو ما تكرر مع شقيقتها إيمي في مسلسلي «عريس دليفري» و«لحظات حرجة ». أما هيثم أحمد زكي والذي كان في مأزق كبير منذ شارك أمام والده بطولة فيلم «حليم» وقيامه بعده ببطولة فيلم «البلياتشو» الذي لم يحقق أي نجاح يذكر، فأعاد اكتشاف نفسه في مسلسل «دوران شبرا» أمام أحمد عزمي ودلال عبدالعزيز وعفاف شعيب وإخراج خالد الحجر، وجاء العمل بمثابة شهادة ميلاد جديدة له. ورغم أن مي ابنة نور الشريف وبوسي قدمت دوراً صغيرة لفتاة مسيحية في «وادي الملوك» إلا أنها جسدته في شكل جيد، وبدت فيه إلى جانب دورها أمام والدها في «الدالي 3» أكثر تماسكاً، خصوصاً وأنها تمتلك ملامح هادئة تجعلها مقبولة كثيراً أمام الكاميرا. في الوقت نفسه واصل أحمد شاكر نجل المخرج المسرحي شاكر عبداللطيف حضوره المتميز من خلال بطولة مسلسل «رجل من هذا الزمان» عن حياة عالم الذرة الدكتور مصطفي مشرفة من تأليف محمد السيد عيد وإخراج إنعام محمد علي، وأثبت أنه جدير بالبطولة المطلقة بعد أن أجاد من قبل تجسيد شخصية فريد الأطرش في « أسمهان». وهو ما تكرر مع رانيا فريد شوقي في «خاتم سليمان» أمام خالد الصاوي، ومع آيتن عامر، شقيقة وفاء عامر، في «الدالي3». ومرت مشاركات آخرين مرور الكرام وبدت أنها لمجرد الوجود فقط، ومنهم أحمد فاروق فلوكس «إحنا الطلبة» وحنان كرم مطاوع «لحظات حرجة 3 « وغادة نافع، ابنة إيهاب نافع وماجدة الصباحي «مسألة كرامة»، وأحمد سعيد عبدالغني «تلك الليلة» وياسر جلال توفيق «سمارة» و «نور مريم» وعمرو محمود ياسين «أنا القدس». وفي أول تجربة في مجال التأليف أثبت حسين محرم نجل المؤلف مصطفى محرم في مسلسل «كيد النسا» لفيفي عبده وسمية الخشاب، امتلاكه خطوط اللعبة والصنعة، وإن كان وقع في مأزق المطِّ والتطويل والأحداث المتكررة والمكائد المفتعلة لا لشيء إلا الوصول بالحلقات إلى الرقم 30.