باريس - أ ف ب - يقدم الراقص الكبير والممثل ميخائيل باريشنيكوف حياة جنرال روسي في المنفى على خشبة «مسرح شايو الوطني» في باريس. ويؤدي باريشنيكوف دور البطولة في عرض بعنوان «إن باريس» (في باريس)، للمرة الأولى في فرنسا، حتى 17 الشهر الجاري، في إطار ما يعرف ب «صيف الرقص»، بعدما عرض في هلسنكي في آب (أغسطس)، وهو مقتبس عن رواية للكاتب الروسي إيفان بونين الحائز جائزة نوبل للآداب، ونشرت العام 1940. أخرج ديمتري كريموف العرض الذي يشكل مزيجاً بين المسرح والرقص والموسيقى والفيديو. ويروي قصة لقاء حصل العام 1930 في باريس بين مهاجرين روسيين، هما جنرال سابق في «الجيش الأبيض» وامرأة شابة تؤدي دورها الممثلة الروسية آنا سينياكينا. ولعل الإكسسوارات والديكورات المصنوعة من الكرتون على المسرح، ومنها رسوم عملاقة وألعاب أطفال، تعكس تيمة القصة أكثر من كلمات الممثلين النادرة. وعلى المسرح أيضاً فنانو إيماء وموسيقيون يغنون مشاعر الجنرال والشابة. فيما لا يقدّم باريشنيكوف (63 سنة) الكثير من الرقص في «إن باريس»، باستثناء اللوحة الختامية، ومع ذلك فإنه يعبّر عن تنوع كبير في المشاعر. وفي خلفية المسرحية، تبرز كلمة «الوحدة» بلغات وخطوط عدة، فيما يروي الجنرال قصة حياته، منذ رحيل زوجته الشابة حتى لقائه صدفة في مطعم روسي شابة مهاجرة مثله، تعاني هي أيضاً الوحدة. وعلى وقع الحنين الذي تبثه أغاني الوطن الأم، يولد الحب من حول أشياء الحياة اليومية الصغيرة. ومن المشاهد المضحكة تلك التي يظهر فيها الجنرال وهو يحلق ذقنه أمام مرآة، استعداداً لموعده الأول مع الشابة التي وقع في غرامها. ثم يشاهدان معاً فيلماً لتشارلي شابلن تكريماً لأعماله التي يشبهها هذا العرض من حيث شاعريته المرهفة وحسّه الفكاهي المؤثر. وميخائيل باريشنيكوف روسي حصل على الجنسية الأميركية بعدما فرّ من بلاده خلال جولة له في كندا عام 1974. رقص مع أهم الفرق في كندا والولايات المتحدة وأوروبا.