وضعت هولندا قدماً بدور ال16 في بطولة كأس العالم بالبرازيل بعد فوزها المثير اليوم على أستراليا بثلاثة أهداف مقابل اثنين بثاني جولات المجموعة الثانية، في إحدى أمتع مباريات المونديال وأكثرها إثارة. وبفوزها الملحمي على ملعب بيراريو بمدينة بورتو أليغري، أصبح في رصيد هولندا ست نقاط من مباراتين بعد الفوز الكاسح في الافتتاح على إسبانيا 5-1. أما أستراليا فعلى رغم كفاحها المشرف في لقاء اليوم، إلا أنها اقتربت بشدة من توديع المونديال بعد تلقي الخسارة الثانية على التوالي. وخسر «الكنغارو» في الجولة الأولى أمام تشيلي 1-3 ويتبقى له بصيص من الأمل. ويكمن أمل أستراليا الوحيد في فوز إسبانيا اليوم على تشيلي، ومن ثم فوزها على إسبانيا في الجولة الثالثة، مع خسارة تشيلي أمام هولندا، وحينها سيتساوى ثلاثة منتخبات في جمع ثلاث نقاط، ويحكم رصيد الأهداف بينهما لتحديد وصيف لهولندا. وقد يضمن المنتخب «البرتقالي» تأهله رسمياً لثمن النهائي اليوم بعد انتهاء مباراة إسبانيا وتشيلي التالية في نفس المجموعة، خاصة إذا فازت تشيلي أو تعادل المنتخبان. كانت المباراة في مجملها سجالاً بين الجانبين، وتبادلا الهجمات حتى الدقيقة الأخيرة، لكن خبرة هولندا حسمت النتيجة. جاء الشوط الأول مثيراً وممتعاً خاصة في نصفه الثاني، وانتهى بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1، إذ تقدم آريين روبين (ق20) وتعادل تيم كاهيل بعد دقيقة واحدة فقط. كانت أستراليا أكثر استحواذاً وخطورة، وكانت أقرب لترجيح كفتها بهدف آخر على الأقل من خلال الفرص التي أتيحت لها، بينما افتقد «الطواحين» للخطورة بعد هدف روبين. ونجح روبين في خطف كرة من منتصف الملعب لينطلق بها بسرعته الخارقة ويودعها الشباك بتمريرة أرضية متقنة. لكن فرحة فريق لويس فان جال لم تدم لأكثر من دقيقة، حيث أدرك كاهيل التعادل بأحد أروع أهداف البطولة، إذ استقبل كرة عرضية «على الطائر» وسددها مباشرة وبقوة نحو مرمى الحارس سليسين لتصطدم بالعارضة وتنزل إلى داخل المرمى. وكادت أستراليا تضاعف النتيجة من قذيفة ماتيو ليكي التي علت العارضة الهولندية بسنتيمترات (ق31). وأجرى فان جال تبديلاً اضطرارياً بخروج المدافع مارتينز إندي للإصابة ودفع بمرفيس ديباي. كما نال تيم كاهيل إنذاراً سيحرمه من مباراة إسبانيا المقبلة، وكذلك فعل روبن فان بيرسي الذي سيحرم من لقاء تشيلي. نشطت هولندا هجومياً مطلع الشوط الثاني، وصوب ويسلي شنايدر كرة خطيرة تصدى لها الحارس ماتيو ريان (ق51). لكن الحكم الجزائري جمال حيمودي احتسب ركلة جزاء لأستراليا إثر لمسة يد على داريل يانمات، نفذها بنجاح ميلي جيديناك (ق54). وفي خضم سعي المنتخب الآسيوي لتسجيل هدفه الثالث، نجح النجم فان بيرسي في انتزاع التعادل سريعاً (ق58) بعد استلام تمريرة ذكية من شنايدر حولها لتصويبة صاروخية في شباك ريان. تواصلت الهجمات المتبادلة بين الجانبين في المباراة المجنونة، وأضاعت أستراليا انفراداً محققاً بعد أن حول ليكي بصدره عرضية أوار إلى يد الحارس سيليسين على بعد خطوات من مرماه (ق68). وارتدت تلك الفرصة إلى هدف ثالث للمنتخب البرتقالي بتسديدة أرضية صاروخية من البديل ديباي مرفيس باغتت الحارس ريان (ق71). انتفضت هولندا لقتل اللقاء المثير بهدف رابع، وأهدرت فرص سهلة عبر شنايدر وروبن ودي يونغ، بينما لم تستسلم أستراليا وظلت تشكل تهديداً لمرمى الخصم الأوروبي لكن من دون جدوى.