اشترطت جهات الاستقدام الرسمية في الهند أن يكون راتب عمالتها التي تستقدم للعمل في المملكة كسائقين 1500 ريال، كما اشترطت أن يسجل طالب العمالة ويوثق ذلك لدى السفارة الهندية.لم يكن الخبر مفاجأة بالنسبة لي، ويؤسفني إبلاغكم أن أسعار العمالة المنزلية ستواصل التصاعد، سواءً تم تنفيذ شركات الاستقدام الكبرى لتأجير العمالة ونجحت، أو تم تعطيلها وتسويفها لسبب بسيط، أن الأسعار ترتفع في كل مكان، والغلاء له تأثير على وجهين، إما أنه يعم غيرنا كما يعمنا، أو أن وجوده عندنا يجعل الأجور السابقة والحالية لا تغري بالعمل النظامي. لنقرأ سوياً بعض تعليقات القراء في مواقع الصحف والمواقع التي نقلت الخبر، واخترت أغلبها من موقع أرقام الاقتصادي نظراً لأن زواره غالباً يركزون على الناحية الاقتصادية، أو النواحي التي تصب في النهاية هناك. «يخلون الحريم تسوق و يفكونا يكفي ابتزاز من هذي الدول»، «أنا هرب مني سائق واضطريت أوظف سائق هارب بضعف الراتب. كنت أبصير مثالي وعندي مبدأ كم يوم، بعدين توهقت بقرب المدارس»، «العيب فينا حنا، عيالنا يتسدحون في الاستراحات ومخلينهم على كيف كيفهم ونتشرط بعد!، لا يحتاج للسائق حاجة فعلية إلا 5 في المئة من العوائل، أما الباقين فزيادة ترف». بعضنا يعتقد أن تطور وسائل الإعلام والاتصال حدث عندنا فقط، وأن غالبية العمالة المنزلية بعيدة عن هذا الواقع، هذا غير صحيح، فغالبيتهم يصل إلينا وقد عرف نظرياً مدى اتكاليتنا وحاجتنا إليه، ثم هو بعد أيام قلائل يعرف يقيناً وعملياً حقائق عدة: الأولى، إدمان الكثيرين منا عليهم سواءً أكان سائقاً أو عاملة منزلية، ووجود طلب مرتفع ودائم حتى للعمل بطريقة غير نظامية، وبسعر أعلى، ربما بسعر مضاعف، وضعف أو وجود ثغرات في القوانين التي تربط وتنظم العلاقة بيننا وبينهم، وبيننا وبين جهات كثيرة لها علاقة بهم. واقع الحال يشي بأن سعر السائق المدرب والجاهز في المدن الكبرى يبلغ متوسطه أكبر من الرقم الذي اشترطته الجهة المختصة في الهند، والأرقام ستواصل الارتفاع طالما ظلت خدمات النقل العام غائبة، وطالما ظلت المدارس اللائقة بعيدة عن مكان السكن، وطالما بقيت أحياء سكنية من دون مراكز صحية، وطالما واصل العقار جنون أسعاره ليهاجر الناس باستمرار إلى أطراف المدينة بعيداً عن الخدمات. قائمة طويلة، فكلما زاد الازدحام في الشوارع مثلاً، ارتفعت كلفة سيارات الأجرة، والسائقين الذين يعملون على سياراتهم الخاصة لنقل المعلمات والطالبات والسيدات، وبطبيعة الأشياء سيجد كل سائق فرصة في الشارع أفضل بكثير من فرصة في منزلك، وبخاصة إذا كنت من أولئك الذين يضعونهم في غرف ضيقة. حكاية « تسدح» أبناءنا في الاستراحات أعجبتني، وأضيف إليها آباءنا وإخواننا، لكن أيضاً هناك خدمة تاريخية اقتصادياً يقدمها الإخوة الهنود لنا، سيتصل الحديث عنها. [email protected]