حقن الإعلاميين الأجواء الصاخبة في الشارع السعودي بعد الخسارة القاسية من أستراليا بجرعة تهدئة، حينما أبدوا تحفظاً على الآراء الساخنة التي أطلقتها الجماهير على «الأخضر» واصفين إياها بأنها مبنية على «الاستعجال». وجاء الوضع الحالي على عكس الفترات الماضية، والتي كان رواد المجال الإعلامي هم مطلقو شرارة الغضب الجماهيري بعد تلقي المنتخب السعودي أية خسارة في أية مناسبة كانت، ليشكلوا تياراً حاداً لانتقاد مستويات المنتخب السعودي وآلية إدارته لتتحول لاحقاً لنهر من ردود الفعل الساخنة المغلفة ب«الغضب»، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها «الإعلاميون» عاملاً لإخماد الآراء الجماهيرية المشتعلة جراء الخسارة الثقيلة. وظهر الهدوء جلياً على الإعلاميين عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ حرص أغلبهم على نشر تعليقات متزنة تحمل مطالبات بعدم الاستعجال، وعدم إلقاء اللائمة على أحد و«الأخضر»، وأنه لا يزال في بداية مشوار التصفيات، وجاء الكاتب الصحافي عبدالعزيز الغيامة في مقدم الإعلاميين «الهادئين»، فافتتح تعليقه ب«عليكم بعدم الاستعجال في الحكم على المدرب، تحدثنا كثيراً في الأيام الماضية، وعلينا الآن أن ننتظر ماذا سيحدث، ومن ثم نتحدث بعد ذلك، الاستعجال ليس جيداً». وعلى المنوال ذاته سار المذيع في قناة العربية بتال القوس إذ كان حريصاً على انتقاء الكلمات برصانة حتى لا يزيد من ترسبات الخسارة، وكتب: «اعتذار المسؤول الرياضي الأول قيمة جميلة». ثم أردف ذلك بتحذيرات لرد الفعل الغاضب الذي يسود الشارع قائلاً: «ربما لايعود الاعتذار مقبولاً عند أي خسارة جديدة»، وذلك في معرض تعليقه على اعتذار رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل للجماهير عبر الموقع ذاته. فيما حذر الكاتب الصحافي مساعد العصيمي من الانفعال تجاه هذه الخسارة عندما كتب: «الانفعالات بتغيير جذري في القائمة لن يؤتي ثماره». مشدداً أنه على ريكارد أن يكون أكثر هدوءاً في الأيام المقبلة فكتب: «على ريكارد ألا يكون أول المنفعلين، فنحن مللنا القرارات الانفعالية».