أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إرجاء زيارة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي لسورية إلى السبت المقبل. وقال إن اتصالاً هاتفياً جرى أمس بين العربي ووزير خارجية سورية وليد المعلم، كما استقبل الأمين العام أمس أيضاً مندوب سورية الدائم لدى الجامعة السفير يوسف أحمد للنقاش في شأن هذا الموضوع وتقرر أن تتم الزيارة السبت. وكان مقرراً أن يزور العربي دمشق أمس لنقل المبادرة العربية لحل الأزمة في سورية إلى الرئيس بشار الأسد، لكن سورية رفضت الربط بين الزيارة وأي مبادرات أو اقتراحات. وقال المعارض السوري مأمون الحمصي إن اللقاء الذي أجراه العربي مع وفد من المعارضة بقيادة هيثم المالح في مقر الجامعة العربية إلى جانب نشر نص المبادرة التي أقرها وزراء الخارجية العرب في الصحافة «هما السببان الرئيسيان في إرجاء القيادة السورية زيارة الأمين العام». وقالت مصادر في الجامعة العربية إن المندوب السوري لدى الجامعة أبلغ العربي رفض سورية للزيارة إذا كانت بصفته مبعوثاً لوزراء الخارجية العرب، وأنها مقبولة إذا كانت بصفته أميناً عاماً للجامعة العربية، وأن العربي أبلغه أنه مفوض من قبل وزراء الخارجية ولا يمكن أن يذهب بصفته الشخصية. وأشارت المصادر إلى أن العربي سيقدم تقريراً تفصيلياً عن أسباب إلغاء الزيارة ونتائج لقائه بوفد المعارضة السورية، إلى وزراء الخارجية العرب في اجتماع الدورة ال136 لمجلس وزراء الخارجية العرب السبت المقبل. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس أن دمشق طلبت مساء أول من أمس من العربي «تأجيل» زيارته «لأسباب موضوعية» تبلغها الأمين العام، على أن «يتم تحديد موعد لاحق» للزيارة، من دون أن تؤكد تحديد السبت المقبل موعداً لإتمام الزيارة. وكان التلفزيون الحكومي نقل قبل يومين عن «مصدر إعلامي» قوله إن العربي يزور دمشق في إطار «دوره كأمين عام» للجامعة العربية وأن زيارته «لا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة» وان محادثاته مع كبار المسؤولين ستتناول «آخر التطورات». وجاء الإرجاء بعد نشر المبادرة العربية التي انفردت بها «الحياة» قبل يومين. وكان العربي قال إن زيارته إلى سورية هذه المرة «تختلف عن الزيارة السابقة في تموز (يوليو) الماضي»، موضحاً أن مهمته الحالية «تأتي بتكليف واضح من المجلس الوزاري للجامعة العربية لنقل رسالة واضحة إلى الرئيس بشار الأسد حول الموقف تجاه ما يحدث في سورية وضرورة وقف العنف وإجراء إصلاحات فورية». وتتضمن المبادرة التي من المقرر أن يعرضها العربي على الرئيس السوري 13 بنداً وتقترح «إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس». ورأى ناشطون معارضون أمس في المبادرة العربية «أساساً طيباً» لمعالجة الأزمة في سورية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن بيان أصدرته أمس «لجان التنسيق المحلية» السورية أن «المبادرة العربية أساس طيب يمكن البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة الشعبية بالعنف». وأكدت اللجان التي تقوم بتنسيق حركة الاحتجاجات انفتاحها على المبادرة «إذا توافرت ضمانات عربية ودولية كافية لتنفيذها»، معربة عن تحفظها عن «إجراء انتخابات رئاسية متعددة المرشحين في عام 2014». وأكدت أن «الشعب السوري الذي دفع آلاف الضحايا والمعذبين لن يقبل بمعالجات شكلية، تبقي بشار الأسد وأجهزة الاستخبارات وفرق الموت تتحكم بحياته». وأضافت أن الشعب السوري «يدعو الجامعة العربية، والشعوب العربية، إلى أن تقف الى جانبه في كفاحه العادل، والتوقف عن إعطاء هذا النظام القاتل الفرصة تلو الأخرى». ويعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعاً السبت المقبل على المستوى الوزاري لمناقشة الوضع في سورية وليبيا. وكان من المقرر عقد اجتماع لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين اليوم لبحث الأوضاع في ليبيا إلا أنه تم استبداله باجتماع على المستوى الوزاري السبت المقبل على أن يتم خلاله أيضاً مناقشة الأوضاع في سورية. وقالت مصادر في الجامعة إن الوزراء سيناقشون إلغاء القرار الذي اتخذه وزراء الخارجية العرب في آذار (مارس) الماضي بتعليق عضوية ليبيا ومشاركة من يرشحه المجلس الانتقالي للمشاركة في اجتماعات الجامعة والعلم الليبي الذي سيتم رفعه في مقر الجامعة العربية والبعثات الليبية في الدول العربية.