تكبد المستثمرون العرب في سوق الفرنك السويسري خسائر ملموسة، بعدما فقدت عملة الاتحاد السويسري نسبة 9.5 في المئة مقابل اليورو ومركزها كملاذ آمن، بعيداً من تذبذبات العملات الرئيسية، اثر وضع «البنك الوطني السويسري» (المركزي) سعراً ثابتاً للفرنك ربط تسعيره بالعملة الاوروبية الموحدة، ووضع سعر صرف ادنى له عند 1.20 لليورو ما يحد من الارتفاع الكبير للفرنك السويسري الذي بدأ يؤثر سلباً في الاقتصاد. وفي غياب احصاءات رسمية عن حجم الاستثمارات العربية في سوق الفرنك السويسري الا ان غالبية من الاثرياء العرب يحتفظون بودائع في هذه السوق الآمنة. كما ان مصارف مركزية عربية وصناديق سيادية حولت ودائع كبيرة الى سويسرا بعد ازمتي الدولار واليورو وأزمة الائتمان في 2007 و2008. ومع ان اسعار الذهب تراجعت قليلاً امس نتيجة القرار السويسري، الا ان مكاسب الاونصة السنة الجارية قاربت 500 دولار وسط اشارات الى تجاوزها مستوى الفي دولار قبل كانون الاول (ديسمبر) المقبل. ولم يسلم الذهب من العاصفة التي ضربت الاسواق وتراجع من مستواه القياسي المحقق الاثنين فوق 1900 دولار للاونصة الى 1891 دولار بخسارة 5.5 في المئة. لكنه، وفق الاقتصاديين، سيبقى «الملاذ الاخير» للمستثمرين الهاربين من ازمة ديون منطقة اليورو وقلة النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة والمانيا وعدم الاستقرار السياسي في اليابان وابقاء العملة الصينية تحت سيطرة الحزب الحاكم وعدم السماح بتعويمها في الاسواق. ونمت اسعار الذهب بنسبة 33 في المئة منذ مطلع السنة في وقت تراجعت اسعار الاسهم والسندات واسهم الاصدارات الجديدة على جانبي الاطلسي، بنسب راوحت بين 11 و15 في المئة، في حين لم تنج سوى اسواق بعض الدول الآسيوية من الخسائر. ويتوقع جيمس مور من «بوليون ماركتس» في لندن استمرار الوتيرة التصاعدية لاسعار الذهب التي قد تحقق نسب نمو مماثلة قبل نهاية السنة لتلامس مستوى 2150 الى 2200 دولار للاونصة. ويشير الى ان اتجاه المستثمرين الى تنويع محافظهم، بعيداً من الاسهم والسندات، سيواصل تقديم الدعم لسعر اونصة الذهب لتبلغ مكاسبها نحو 500 دولار بعدما اقفل تداولها في 31 كانون الاول (ديسمبر) 2010 عند 1419.01 دولار. في الوقت نفسه واصلت اسواق الاسهم الدولية خسائرها لايام التداول الثلاثة الاخيرة، وتحملت البورصات الاميركية عند الفتح خسائر تجاوزت نسبة 2.3 في المئة وسط القلق من تباطؤ النمو في آسيا واوروبا وحكماً في الولاياتالمتحدة. وتراجع مؤشر «ستوكس يوروب 600» المصرفي 2.1 في المئة الى ادنى مستوى في 27 شهراً. وبينما حقق مؤشر «اف تي 100» في لندن مكاسب بسيطة لم تتجاوز 1.1 في المئة، خسر مؤشرا «كاك» الفرنسي و«داكس» الالماني نسبة تقارب 1 في المئة من قيمة اسهمهما.