في تصريحات من شأنها أن تزعج القيادة الإسرائيلية في تل أبيب، اعتبر وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس أن الحكومة الإسرائيلية «ناكرة للجميل» وتجازف «بزيادة عزلة إسرائيل والتحديات الديموغرافية التي تواجهها في الضفة الغربية». ونقلت شبكة «بلومبرغ» عن مسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية أن غيتس عبّر قبل استقالته من منصب وزير الدفاع الذي شغره لخمس سنوات متعاقبة، عن استيائه من طريقة تعامل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو مع إدارة باراك أوباما. وأشارت الشبكة في مقال للصحافي جيفري غولدبرغ إلى أن غيتس أبدى بعد لقاء نتانياهو بأوباما في البيت الأبيض في أيار (مايو) الماضي عندما «حاضر» زعيم «ليكود» أمام الرئيس الأميركي عن تاريخ اليهود وعدم استعداد العرب للسلام، استياء بالغاً حيال الحكومة الإسرائيلية. وجاء التعبير عن هذا الاستياء في اجتماع دعا إليه غيتس لمدراء مجلس الأمن القومي الأميركي شرح خلاله «الخطوات الكثيرة التي اتخذتها واشنطن لضمان أمن إسرائيل»، خصوصاً تلك الدفاعية، وقال بكل صراحة أن «الولاياتالمتحدة لم تتلق شيئاً في المقابل، وتحديداً بالنسبة إلى عملية السلام». وأشارت «بلومبرغ» إلى أن غيتس نقل لأوباما مباشرة امتعاضه من نتانياهو الذي «ليس فقط ناكراً للجميل بل أيضاً يعرض بلاده للخطر من خلال رفضه التعامل مع العزلة المتزايدة لإسرائيل والتحدي الديموغرافي الذي تواجهه في حال أبقت نفوذها على الضفة». وإلى جانب غيتس، أبدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون استياء «وغضباً» حيال نتانياهو بعد مشاهدة طريقة مخاطبته لأوباما، كما استدعى البيت الأبيض السفير الإسرائيلي ونقل هذا الاستياء. ويأتي تسريب الإدارة الأميركية لتصريحات غيتس في هذا التوقيت بالذات، لزيادة الضغوط على نتانياهو، وإيضاح الموقف الأميركي الذي رغم معارضته لتوجه السلطة الفلسطينية إلى الأممالمتحدة، تبقى لديها تحفظات كبيرة على سلوك نتانياهو وأداء حكومته.