اعتاد المصريون الجلوس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة أول جلستين لمحاكمة رئيسهم السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية حبيب العادلي وكبار مساعديه، إذ كانت لقطات الأسرة الرئاسية والقادة الأمنيون داخل قفص الاتهام مثيرة إلى درجة أن الشوارع كانت تبدو خالية أثناء بث المحاكمة، فيما المقاهي مكتظة بالمشاهدين. وجاء قرار رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت وقف البث التلفزيوني وقائع المحاكمة فانصرف المواطنون إلى أعمالهم، فيما اعتبرت جلسة أمس البداية الحقيقية للمحاكمة، إذ عُدت الجلستان السابقتان مجرد جلستين إجرائيتين. وقال صلاح أحمد (سمسار في البورصة) إنه على رغم انشغاله بالعمل وقت إذاعة محاكمة مبارك في الجلستين الماضيتين، إلا أنه ظل حريصاً على متابعتهما عبر شاشات كبيرة مثبتة في صالة التداول لبث وقائع المحاكمة، مضيفاً: «كنت آمل أن أطلع على أقوال الشهود وألا أعتمد على ما تنقله الصحافة فقد يأتي مبتوراً أو يحمل هوى كاتبه». وأشار إلى أنه لم يهتم بمتابعة وقائع جلسة الأمس لعدم توافر وسائط لنقلها بشكل دقيق. واكتفى التلفزيون الرسمي والفضائيات الإخبارية ببث لقطات لمبارك مستلق على سرير طبي يرتدي ملابس الحبس البيضاء، أثناء وصوله إلى قاعة المحكمة في سيارة إسعاف نقل إليها من طائرة هليكوبتر أقلته من المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة حيث يخضع للعلاج إلى مقر قاعة المحكمة، فضلاً عن مشاهد لما دار من اشتباكات بين أهالي الشهداء ومؤيدي مبارك من جهة، والطرفين وقوات الأمن من جهة أخرى، بالإضافة إلى تقارير إخبارية لمراسليها عما يدور داخل قاعة المحكمة والحديث إلى محامين ممن حضروا الجلسة لتحليل وقائعها، لكن مداخلات هؤلاء جاءت في بعض الأحيان متضاربة، خصوصاً لجهة تفسيرهم حالة الهرج والمرج التي كانت السمة المميزة للجلسة.