بنغازي - رويترز، أ ف ب - دعا القيادي العسكري البارز في صفوف قوات الثوار الليبيين الإسلامي إسماعيل الصلابي، الحكومة الانتقالية إلى الاستقالة، معتبراً أنها «من بقايا النظام القديم»، في علامة مبكرة على وجود انقسامات بين المنتصرين في الحرب الأهلية التي استمرت ستة اشهر. وانتقد الصلابي (35 سنة) أيضاً الجماعات العلمانية، قائلاً إنها تحاول تشويه سمعة الإسلاميين وخلق صراع سياسي لن يفيد إلا القذافي. ويقود الصلابي «لواء 17 فبراير» الذي يعزو إليه كثير من الليبيين النجاح في الدفاع عن بنغازي التي بدأت منها الانتفاضة في ذلك التاريخ إذ لم يتدخل حلف شمال الأطلسي إلا لاحقاً لتغيير ميزان القوى في مصلحة قوات المعارضة التي تفتقر إلى التدريب إلى حد بعيد. ورأى أنه لم تعد هناك حاجة إلى دور اللجنة التنفيذية التي تمثل حكومة فعلية للمجلس الوطني الانتقالي «لأنها من بقايا النظام القديم، وعلى أعضائها جميعاً أن يستقيلوا بدءاً برئيسها محمود جبريل». وكان جبريل يرأس في السابق مركزاً حكومياً للبحوث الاقتصادية في عهد القذافي. أما المجلس الوطني الانتقالي المؤلف من 40 عضواً، فهو خليط متفاوت من مسؤولين سابقين في إدارة القذافي ورجال أعمال وأكاديميين ومحامين وليبيين عاشوا في المنفى. ويقود الصلابي أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل ويتبع إدارياً وزارة الداخلية الانتقالية في طرابلس، وهو رافق رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل إلى اجتماع لحلف شمال الأطلسي في الدوحة الشهر الماضي وقال إنه يؤيده تأييداً كاملاً. واستقال عبدالجليل من منصب وزير العدل في حكومة القذافي بعد استخدام العنف ضد الاحتجاجات. وقال: «الثوار هم الذين يقتلون على الجبهة ليحرروا ليبيا، وليس أعضاء المجلس الذين كان بعضهم وزراء لدى القذافي فيما أن آخرين منهم لم يمضوا سوى ساعات قليلة في ليبيا منذ اشهر». وشدد على أنه «واحد من الرجال الذين يعملون على الأرض»، لكنه تجنب الرد على أسئلة عن الدور الذي يريد تأديته في لبيبا الجديدة. وسبق للصلابي أن قاتل في أفغانستان لكنه ينفي أن له صلات بأي جماعات إسلامية خارج ليبيا مثل «طالبان» و«القاعدة»، ويرفض وصفه بالمتطرف رغم العلاقة التي تربط أفراداً من عائلته ب «الجماعة المقاتلة» القريبة من «القاعدة». وبعد بدء الانتفاضة ضد القذافي تلقت قواته أسلحة من قطر. وانتقد الصلابي من قال إنهم يحاولون تصوير زعماء الإسلاميين الليبيين على أنهم متشددون من دون أن يسمي أحداً. وأضاف أن «هناك علمانيين لهم أهدافهم ويريدون تصوير الإسلاميين على انهم متشددون لعزلهم عن المجتمع الدولي وإحداث انقسام لن يفيد إلا القذافي». وتابع: «ككل الليبيين نحن مسلمون محافظون وتقديمنا على أننا قريبون من القاعدة وسيلة لتشويه سمعتنا». ودافع عن أفكار «المقاتلة»، معتبراً أنها «كانت أول من أطلق الحركة الإصلاحية في ليبيا خلال الثمانينات، ومطالبها كانت نفسها تلك التي قامت عليها الثورة: الدولة المدنية وليس العسكرية، واحترام حقوق الإنسان». ويشير إلى أن «أشقائي الأكبر سناً مني كانوا يلاحقون بسبب نشاطاتهم السياسية، خصوصاً علاقاتهم بالجماعة الإسلامية المقاتلة، فيما كنت أنا أدخن، وألعب كرة القدم، وكل قصصهم هذه لم تكن تعنيني». ويؤكد أن «استخبارات القذافي أوقفتني للضغط على أشقائي، وبقيت في السجن من العام 1997 وحتى 2003»، وهي الفترة التي يقول انه تقرب خلالها من تعاليم الدين من دون أن ينضم إلى أي منظمة. وأضاف: «منذ بداية الثورة، رسخنا روابطنا مع الغرب. لو كنا قريبين من القاعدة، لما كان هذا الأمر ممكناً. نريد بناء بلد جديد يحترم حقوق الإنسان، والعدالة، والحرية... الدول الغربية لا تدرك عاداتنا وتقاليدنا ومن السهل تخويفها بالحديث عن الإسلاميين، لكننا لسنا من هؤلاء»، ذاكراً أنه سبق وأن نقل إلى الجبهة الفرنسي برنارد هنري ليفي. وتابع أنه يعتزم إرسال مذكرة إلى المجلس الوطني الانتقالي وحلفائه الأجانب لتحذيرهم من عودة الأموال الليبية المجمدة بالخارج التي يجري الإفراج عنها، إلى سيطرة المسؤولين السابقين أنفسهم الذين كانوا يديرونها في عهد القذافي.