سوتشي (روسيا) - أ ف ب - عمل فلاديمير تكاشنكو، طوال عقد من الزمن، على بناء منزل مستعيناً براتبه المتواضع، لكنه أُمهل 11 ساعة فقط لإخراج كل أغراضه، قبل أن تقوم الجرافات بهدم البيت لشق طريق جديدة من ضمن الاستعدادات للألعاب الأولمبية الشتوية التي ستنظم في روسيا عام 2014. وتستضيف روسيا الألعاب الأولمبية الشتوية في 2014 في منتجع سوتشي جنوب البلاد، ووضعت كل إمكاناتها في إعداد بنى تحتية للملاعب الرياضية والنقل في منطقة جنوبية كانت تعتبر سكنية وزراعية. وفيما يشيد مسؤولو اللجنة الأولمبية الدولية، الذين زاروا المنطقة، بجهود الحكومة الروسية في تحويل المدينة الواقعة على البحر الأسود إلى عاصمة رياضية، يقول مراقبون وسكان محليون إن هذه التحضيرات تلحق الضرر بالسكان المحليين. وبالتالي يجب نقل حوالى ألف عائلة من منازلها، إفساحاً في المجال أمام الملاعب الأولمبية والطرقات. وجاء في رسالة وجّهتها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أواخر السنة الماضية، إلى اللجنة الأولمبية الدولية بأن «في الكثير من الحالات تأخذ مصادرة الأراضي شكل إرغام على البيع». وفي حالة تكاشنكو لم تتم أي صفقة بيع، والعائلة لن تحصل على شيء بعدما اعتبرت محكمة محلية بأن هذا المنزل غير شرعي. وقال تكاشينكو إن «السيارات التي هدمت البيت لم تحمل لوحات تسجيل، ولم يعرّف سائقوها بأنفسهم أو يظهروا وثائق، واقتحموا منزلي»، مؤكداً أن سلطات سوتشي أعطته إذناً ببناء المنزل عام 1996. وتقول ناتاليا غورديينكو التي يفترض أن يهدم منزلها أيضاً، إن «المحكمة قررت حجز منزلي وإيداع 1,6 مليون روبل (5500 ألف دولار) في حساب مصرفي باسمي من دون علمي». لكن على غرار الكثيرين من السكان المحليين، قالت إن هذا المبلغ لا يكفي لشراء شقة صغيرة في مدينة أدت فيها الطفرة العمرانية إلى ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية. وقالت «هيومن رايتس ووتش» انه «لم يتم الالتزام بمعايير حقوق الإنسان القابلة للتطبيق»، مشيرة إلى أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يمكن أن تصدر أحكاماً ضد روسيا في الكثير من الحالات.