أفيد أمس أن أمير جماعة «حماة الدعوة السلفية» المدعو «أبو جعفر السلفي» الشهير ب «سليم الأفغاني» (اسمه محمد بن سليم) يجري اتصالات متقدمة مع أجهزة الأمن الجزائرية استعداداً لإمكان «إعلان حل التنظيم» الذي يُعتبر ثاني تنظيم مسلح في الجزائر، إلى جانب «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وذكرت المصادر أن تنظيم «حماة الدعوة السلفية» الناشط خصوصاً في غرب الجزائر يتجه إلى إعلان حل نفسه إذا نجحت الاتصالات الجارية بين «الأفغاني» (شارك في حرب أفغانستان، كما تدل كنيته) وأجهزة الأمن. وأشارت إلى وجود «حرب زعامة» تجتاح تنظيمه الذي لا يتعدى عدد أفراده ال100 بحسب تقديرات وزارة الداخلية. وينسب تنظيم «حماة الدعوة السلفية» نفسه إلى التيار السلفي الجهادي، وهو تأسس في 1997 على أنقاض «كتيبة الأهوال» (غرب الجزائر) إحدى المجموعات الرئيسية في «الجماعة الإسلامية المسلحة» آنذاك. لكن نشاط التنظيم تراجع في مقابل توسع «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي انشقت بدورها عن «الجماعة المسلحة». ولم يعرف ل «حماة الدعوة» أي نشاط مسلح منذ سنوات بسبب قلة عدد أفراده وإمكاناته المتواضعة. وأظهر في المدة الأخيرة رفضاً للعمليات الانتحارية التي تقوم بها «القاعدة» («الجماعة السفلية» سابقاً) وقدّم فيها رؤية شرعية لا تزال منشورة على موقعه على شبكة الإنترنت. وتقول مراجع تتابع نشاط «أبو جعفر السلفي»: «هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها فتح قنوات اتصال لكن شروطه لم تسمح بنجاح الاتصال». وزاد: «المهم الآن أنه يبدي رغبة في وقف النشاط المسلح وحل التنظيم». وتشير أنباء تسربت عن أوضاع التنظيم إلى أن هناك «حرب زعامة» تُقاد ضد «الأفغاني» ويقودها شخص يُعرف بكنية «مكي عبدالقادر». ويظهر أن الأخير ميّال لزيادة حدة النشاط المسلح في ولايات الغرب الجزائري، في حين يؤكد «سليم الأفغاني» رفضه «التفجيرات التي تقع في الأماكن العامة ويتبناها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بحجة قتل طاغوت من الطواغيت، كبير أو صغير، أو قتل كافر فيها»، ويصف ذلك بأنه «تعد على حرمة دماء المسلمين المعصومة، وعبث واضح بأرواحهم ونفوسهم التي حرّم الله قتلها إلا بالحق». إلى ذلك، أقدمت مجموعة مسلحة تنتمي إلى «القاعدة»، أمس، على مهاجمة خمسة من أفراد الحرس البلدي في مكمن نُصب لهم بمنطقة سيار في بلدية ششار بولاية خنشلة (550 كلم جنوب شرقي العاصمة). وأشارت مصادر أمنية إلى أن أعمار الضحايا تتراوح ما بين 33 إلى 45 سنة، وتعرضوا للهجوم وهم في الطريق إلى ثكنة صغيرة قرب جبال سطح قنتيش التي تمثّل معقلاً للجماعات المسلحة في الشرق الجزائري.