إقترب إنتاج النفط الاميركي الى مستواه القياسي، متجاوزاً المستوى القياسي السابق الذي حققه العام 1970، في الوقت الذي إرتفعت الأسعار امام المستهلكين في الولاياتالمتحدة في ايار (مايو) بأعلى نسبة تتحقق منذ أكثر من عام. وتتواصل الطفرة في استغلال الصخر الزيتي واستخراج الغاز لتعزيز الاكتفاء الذاتي الأميركي من الطاقة، مسجلة هذا العام 11.27 مليون برميل يومياً، إذ انه من المتوقع ان يجتاز الانتاج الذروة العام 1970 الذي وصل حينها الى 11.3 مليون برميل يومياً. وفي العام 1985 إنخفض الإنتاج ليصل الى 10.6 مليون برميل يومياً. وسجل العام 1990 إنخفاضة كبيرة في الإنتاج بسبب غزو الولاياتالمتحدة للعراق لحماية آبار النفط العراقية، مسجلاً 8.9 مليون برميل في اليوم. اما في العام 2005، شهدت أميركا بداية أعمال التنقيب عن الغاز الصخري، مسجلة إنتاج 6.9 مليون برميل يومياً. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية ان يتجاوز إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط إنتاج السعودية الذي بلغ 11.7 مليون برميل يومياً العام 2012، لتصبح اميركا اكبر منتج للنفط في العالم بحلول العام 2015. في المقابل، إرتفعت الأسعار امام المستهلكين في الولاياتالمتحدة في ايار (مايو) بأعلى نسبة تتحقق منذ أكثر من عام، اذا أظهرت تكلفة المواد الغذائية والبنزين مكاسب كبيرة. وايضاً إرتفعت أسعار الطيران بنسبة لم تبلغها منذ 15 عاماً. وذكرت وزارة العمل اليوم الثلثاء ان مؤشر أسعار المستهلك ارتفع 0.4 في المائة في ايار (مايو)، وهو أكبر قفزة في شهر واحد منذ زيادة 0.6 في المائة في شباط (فبراير) العام 2013. وخلال السنة الماضية، ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة 2.1 في المئة. وهي مستمره بوتيرة تقارب نسبة 2 في المئة المحددة من قبل المصرف الاحتياطي الفيدرالي. وقال محللون ان قفزة الأسعار الحاصلة في ايار (مايو)، بلغت ضعف ما كان متوقعًا، وسوف تحصل على اهتمام واضعي السياسات في المصرف الاحتياطي الفيدرالي، الذين بدأوا اجتماعاً يستمر يومين. وقال الخبير اقتصادي في "كابيتال ايكونوميست" بول ديلز، أن "على البنك الاحتياطي الفيدرالي الإعتراف في بيان الغد أن ضغوط الأسعار تتزايد، واحتمالات ان يؤدي ذلك إلى رفع أسعار الفائدة قبل منتصف العام المقبل في تزايد". وباستثناء تقلب الغذاء والطاقة، بلغ معدل التضخم الأساسي نسبة 0.3 في المئة في ايار (مايو) وهي أكبر زيادة في شهر واحد منذ اب (اغسطس) 2011. و لكن ادى ارتفاع السعر في أيار (مايو) 0.4 في المئة الى مكاسب في عدد من المجالات. اذا ارتفعت المواد الغذائية بنسبة 0.5 في المئة وهي أكبر زيادة منذ تحقيق مكاسب مماثلة في اب (أغسطس) 2011. وارتفعت أسعار المواد الغذائية هذا العام بنسبة أعلى بسبب الشتاء القاسي على نحو غير عادي وايضاً بسبب الجفاف في ولاية كاليفورنيا، بينما بلغت تكاليف الطاقة نسبة 0.9 في المئة في ايار (مايو) وهي أكبر زيادة تتحقق في شهر واحد منذ كانون الاول (ديسمبر)، ولا سيما أسعار البنزين التي ارتفعت 0.7 في المئة الشهر الماضي. ويشار إلى ان المصرف الاحتياطي الفيدرالي سيحدث توقعاته الاقتصادية غداً الاربعاء. والمحللون ينتظرون رقم النمو الذي سيتحدد لتحديد البداية الضعيفة جدا لهذا العام. ولكن على الرغم من ذلك يرى الاقتصاديون ان الاقتصاد سينتعش بمعدلات نمو قد تبلغ 3 في المئة أو اكثر خلال ما تبقى من هذا العام.