طرابلس - أ ب - أصر القائد العسكري للثوار في طرابلس، وهو زعيم سابق لجماعة إسلامية مسلحة أرسلت مقاتلين إلى العراق وأفغانستان، على أن ليبيا الجديدة بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي ستبتعد عن التطرف ولن تصبح مصدراً للإرهاب. وقال عبدالحكيم بلحاج إنه اعتُقل في ماليزيا ثم أرسل إلى سجن سري في تايلاندا حيث زعم أنه تعرّض للتعذيب على يد عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وبعد ذلك تم تسليمه إلى نظام العقيد القذافي حيث سُجن لمدة سبع سنوات. وحاول بلحاج (45 سنة) التقليل من تاريخه الإسلامي في مسعى لتقليل المخاوف من ظهوره كشخصية بارزة في حركة المعارضة الليبية المدعومة من الغرب. وقال بلحاج إنه تعرض لوضع غطاء على عينيه وعُلّق على حائط وضُرب على ظهره في تايلاندا، لكنه أصر على أنه لا يحمل ضغينة ضد الغرب بسبب الهدف المشترك المتمثل في إطاحة القذافي. وقال لوكالة أسوشيتد برس في مقابلة أجريت في مقر قيادته في مطار طرابلس: «الانتقام لا يشكّل دافعاً لي على الصعيد الشخصي». وكان بلحاج يقود في السابق «الجماعة الإسلامية المقاتلة» المنحلة حالياً والتي تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية. وهو أوضح أنه رفض الالتحاق ب «القاعدة» لأنه اختلف مع أيديولوجيتها في شأن الجهاد العالمي وأراد التركيز على التخلّص من القذافي في ليبيا. وأشاد بلحاج بالغرب لدعمه الثوار الليبيين، قائلاً إن «مجلس الأمن والعالم كله وقف معنا وساعدنا في التخلّص من القذافي». وحُكم على بلحاج بالإعدام بعد إعادته إلى ليبيا لكن تم الإفراج عنه في آذار (مارس) 2010 بعد سبع سنوات في سجن أبو سليم بطرابلس. ففي آذار من العام الماضي أفرج عن بلحاج وإسلاميين آخرين بناء على مبادرة من سيف الإسلام القذافي. لكنه سرعان ما التحق بالانتفاضة ضد حكم القذافي في شباط (فبراير) الماضي وقاد كتيبة من المقاتلين المدربين في الجبل الغربي وزحف بهم على طرابلس. وقال بلحاج: «لم ندعم أبداً ولن ندعم ما يسمونه إرهاباً». وقال إن ليبيا «بلد إسلامي معتدل». وزاد: «ندعو ونأمل بدولة مدنية يحكمها القانون وهو ما لم يكن ممكناً تحت حكم القذافي. الهوية الدينية للبلاد ستُترك لأبنائها ليقرروها».