وصف العالم البريطاني البروفيسور نضال هلال، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه أول قائد دولة في العالم يولي أهمية بالغة بعلم تقنية النانو وتطبيقاتها في تحلية المياه، خدمة للإنسانية جمعاء. وقال في مقدمة كتابه الذي صدر عن دار السفير لنشر الكتب العلمية باللغة الإنكليزية بعنوان الفحص المجهري بقوة الطاقة الذرية للعمليات الهندسية وتطبيقها في التصنيع للتطوير وتحسين المنتجات الصناعية: «إن اهتمام الملك عبدالله بهذا العلم هو تقدير منه للعلم والعلماء، ولرؤيته الثاقبة في الاستفادة من التطبيقات الحديثة في العالم من أجل الوصول بالمملكة إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً في استخدامات تقنية النانو في مجالات التنمية». وأضاف: «خصص خادم الحرمين موازنة لدعم البحوث العلمية، خصوصاً المتعلقة بتقنية النانو في مجال تحلية المياه»، مبيناً أن تطبيقات تقنية النانو في مجال المياه ستساعد وتشجع الباحثين لحل أزمة المياه التي تواجه العالم عربياً ودولياً. وحذّر العالم نضال هلال، بحسب وكالة الأنباء السعودية، من المخاطر والمشكلات التي ستواجه البشرية جمعاء من قلة توافر المياه النظيفة الصالحة للشرب. وأكد أن عدد سكان العالم ينمو بنسبة 80 مليون نسمة كل عام، ومن المتوقع أن يصل إلى 9 بلايين خلال ال 30 عاماً المقبلة، وهناك 140 دولة من أصل 195 دولة في العالم تعتمد على تقنية تحلية مياه البحر كمصدر لمياه الشرب لسد حاجتها، مشيراً إلى أن فكرة استخدام الأغشية المصنعة بتقنية النانو في تحلية ومعالجة الماء لها أهمية كبرى في حل أزمة المياه في العالم، لأنها تنتج مياهاً أكثر بطاقة أقل بكثير مما تستخدمه محطات التحلية الحرارية التقليدية. وكان العالم البريطاني في علم النانو البروفيسور نضال هلال الحائز على جوائز عالمية عدة والخبير الدولي في مجال تطبيقات النانو في الهندسة الصناعية وتقنية الأغشية وتطبيقاتها في تحلية ومعالجة المياه ورئيس مركز تكنولوجيا المياه النظيفة في جامعة نوتينغهام البريطانية، زار أخيراً مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، واجتمع مع نائب رئيس المدينة الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد، كما اجتمع مع الأمير بدر بن سعود بن سعد آل سعود، المهتم بصناعة الأغشية بتقنية النانو المبتكرة في مجال تحلية وتنقية المياه، وبحث معهما عدداً من المواضيع المتعلقة بإمكان تطبيق النانو في استخدامات تحلية المياه في المملكة. وقال: «إن هناك فرصاً واعدة في تطبيقات صناعات أغشية النانو في دول العالم والسعودية بشكل خاص، لحداثتها ولدورها المهم في المجالات المختلفة، خصوصاً تحلية وتنقية المياه». وأوضح أن زيارته للمملكة أسفرت عن تعاون مع الباحثة الدكتورة الشريفة زهرة إدريس بن علي، لتطوير نظام مميز ومتكامل لمعالجة المياه الملوثة الناتجة من بقايا المخلفات العضوية لأحواض الاستزراع المائي، للحصول على ماء نقي يحتوي على نسبة عالية من الأوكسجين، يعاد استخدامه مرة أخرى في هذه الأحواض المكثفة بدلاً من معالجته وضخه إلى مياه البحر، حماية للبيئة البحرية. وشدد على أن هذا التصميم المبتكر يمكّن من توفير الطاقة، إضافة إلى إنتاج محصول غذائي مثل السمك والروبيان ذي جودة عالية وبكمية أكثر، ومحصول آخر من مخلفات عضوية ذات قيمة يمكن استغلالها في الكثير من الاستخدامات المفيدة، وله تطبيقات في دول عدة تعاني من تلوث المياه أو عدم توافر مساحات ومياه كافية للاستزراع المائي. ولفت إلى أن هذا التعاون أثمر أيضاً عن تصميم نظام صناعي متكامل يستخدم أغشية النانو في تنقية المياه الملوثة من المخلفات النفطية والمعدنية لإنتاج ماء نقي، إضافة إلى منتج آخر له قيمة حرارية عالية يمكن استخدامه وقوداً لحل مشكلة استخراج النفط من الآبار، حماية للبيئة.